للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن النجار مرفوعًا: "مقبرتان مضيئتان لأهل السماء كما تضيء الشمس والقمر لأهل الدنيا: بقيع الغرقد ومقبرة بعسقلان"، وعن كعب الأحبار قال: نجدها في التوراة, يعني: مقبرة المدينة كقبة محفوفة بالنخيل, موكّل بها ملائكة, كلما امتلأت أخذوا فكفؤها في الجنة.

وأخرج أبو حاتم من حديث ابن عمر: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أنا أول من تنشق عنه الأرض، ثم أبو بكر, ثم عمر، ثم آتي البقيع فيحشرون معي، ثم انتظر أهل مكة حتى نحشر بين الحرمين".


"وروى ابن النجار" الإمام الحافظ البارع الورع محمد بن البغدادي, واسع الرواية، له ثلاثة آلاف شيخ, وتصانيف عديدة، ولد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة, ومات في شعبان سنة ثلاث وأربعين وستمائة "مرفوعًا: "مقبرتان" بضم الباء وفتحها تثنية مقبرة, موضع القبور "مضيئتان لأهل السماء كما تضيء الشمس والقمر لأهل الدنيا" ما تحت السماء, "بقيع" بفتح الموحدة اتفاقًا وقاف, "الغرقد" بغين معجمة- موضع بظاهر المدينة, فيه قبور أهلها, كان به شجر الغرقد، فذهب وبقي اسمه, "ومقبرة عسقلان" بفتح العين والقاف- مدينة من فلسطين, ناحية بالشام.
"وعن كعب الأحبار قال: نجدها في التوراة، يعني: مقبرة المدينة كقبة" محلّ مرتفع "محفوفة بالنخيل" من كل جانب, "موكل بها ملائكة, كلما امتلأت أخذوا فكفؤها في الجنة".
"وأخرج أبو حاتم" محمد بن حبان, "من حديث ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أنا أول من تنشق عنه الأرض" للبعث, فلا يتقدم عليه أحد , "ثم أبو بكر" لكمال صداقته له, "ثم عمر" الفاروق, "ثم آتى" فعل المتكلم "البقيع" , وللترمذي: أهل البقيع, "فيحشرون معي" أي: أجتمع أنا وإياهم.
قال الطيبي: الحشر هنا الجمع كقوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} , "ثم أنتظر أهل مكة" أي: المسلمين منهم, حتى يأتوا إلي, "حتى نحشر" أي: نجتمع كلنا "بين الحرمين" ورواه الترمذي وقال: حسن صحيح كا يأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>