للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن ذلك أنه يحشر راكبًا، وتخصيصه بالمقام المحمود، ولواء الحمد تحته آدم فمن دونه من الأنبياء، واختصاصه أيضًا بالسجود لله تعالى أمام العرش، وما يفتحه الله عليه في سجوده من التحميد والثناء عليه ما لم يفتحه على أحد قبله, ولا يفتحه على أحد بعده, زيادة في كرامته وقربه، وكلام الله له: يا محمد، ارفع رأسك، وقل تسمع، وسل تعط، واشفع تشفّع، ولا كرامة فوق هذا إلا النظر إليه تعالى.

ومن ذلك: تكراره في الشفاعة، وسجوده ثانية وثالثة، وتجديد الثناء عليه, والتحميد بما يفتح الله عليه.

ومن ذلك: كلام الله تعالى له في كل سجدة: يا محمد, ارفع رأسك, وقل تسمع, واشفع تشفع، فعل المدل على ربه الكريم عليه, الرفيع عنده، المحب ذلك منه تشريفًا له وتكريمًا وتبجيلًا وتعظيمًا.


لطائف التحف:" جمع تحفة، وزان رطبة, وحكى سكون الحاء, ما أتحفت به غيرك, "ونفائس الطرف" بضم الطاء المهملة وفتح الراء- جمع طرفة وهي ما يستطرف، أي: يستملح, "ما لا يجد ولا يعد" لكثرته جدًّا, "فمن ذلك أنه يحشر راكبًا" على البراق كما مَرَّ في الخصائص، ويأتي قريبًا في حديث: وإلا فقد جاء في تفسير: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} أي: راكبين، ويحتمل أنه يبعث راكبًا من أوّل بخلاف غيره، فيجوز أن ركوبه بعد بعثه وفيه شيء, "وتخصيصه بالمقام المحمود, ولواء الحمد, تحته آدم فمن دونه، واختصاصه أيضًا بالسجود لله تعالى أمام" قدام "العرش, وما" أي: واختصاصه بما "يفتحه الله عليه في سجوده من التحميد والثناء عليه" سبحانه, ما لم يفتحه على أحد قبله, ولا يفتحه على أحد بعده, زيادة في كرامته وقربه، وكلام الله تعالى له" بقوله: "يا محمد, ارفع رأسك, وقل تسمع" ما تقول سماع قبول, "وسل تعط" ما سألت, "واشفع تشفع" تقبل شفاعتك, "ولا كرامة فوق هذا إلا النظر إليه تعالى، ومن ذلك" الذي لا يعد ولا يحد, تكراره في الشفاعة, وسجوده ثانية ومرة "ثالثة, وتجديد الثناء عليه" سبحانه, "بما يفتح الله عليه من ذلك" الثناء, "وكلام الله تعالى له في كل سجدة" بقوله: "يا محمد, ارفع رأسك, وقل تسمع, واشفع تشفع, فعل" بالنصب أو الرفع بتقدير: ذلك فعل "المدل" أي: المقدم "على ربه" المطمئن المسرور بسماع كلامه الكريم عليه, الرفيع عنده, المحب ذلك" الإقدام "منه, تشريفًا له وتكريمًا وتبجيلًا وتعظيمًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>