للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يبين في هذه الرواية -من الطريقين- محل الإفاقة، من أي الصعقتين, ووقع في رواية الشعبي عن أبي هريرة في تفسير سورة الزمر: إني أوَّل من يرفع رأسه بعد النفخة الأخيرة.

والمراد بقوله: "ممن استثنى الله" قوله تعالى: {فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [النمل: ٨٧] .


الكسوف في قول أسماء بنت أبي بكر: فقمت حتى تجلَّاني الغشي، فنقله هنا من نقل الشيء في غير موضعه، وإنما قال: هنا مثل لفظ المصنف بالحرف.
"ولم يبين في هذه الرواية من الطريقين محل الإفاقة من أيّ الصعقتين" الأولى أم الثانية.
"ووقع في رواية الشعبي" عامر بن شراحيل, "عن أبي هريرة في تفسير سورة الزمر" من البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني أوَّل من يرفع رأسه بعد النفخة الأخيرة" أي: الثانية، ولفظ البخاري: الآخر، قال المصنف: بمد الهمزة.
وبقية هذه الرواية في البخاري: "فإذا أنا بموسى متعلّق بالعرش، فلا أدري" أكذلك كان أم بعد النفخة، زاد الحافظ: ووقع في حديث أبي سعيد: "فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من تنشق عنه الأرض"، كذا عند البخاري في كتاب الأشخاص بهذا اللفظ، وله في غيره: "فأكون أول من يفيق"، وجزم المزي بأنه الصواب، وأنَّ تلك وهم من راويها, وكونه أوّل من تنشق عنه الأرض صحيح، لكنه في حديث آخر ليس فيه ذكر موسى، نقله عنه ابن القيم في كتاب الروح، ويمكن الجمع بأن النفخة الأولى يعقبها الصعق من جميع الخلق أحيائهم وأمواتهم وهو الفزع، كما قال تعالى: {فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [النمل: ٨٧] ، ثم تعقب ذلك الفزع للموتى زيادة فيما هم فيه, وللأحياء موتًا، ثم ينفخ الثانية للبعث فيفيقون أجمعون، فمن كان مقبورًا انشقت عنه الأرض فخرج من قبره، ومن ليس مقبورًا ألا يحتاج إلى ذلك، وموسى ممن قبر في الدنيا، كما قال -صلى الله عليه وسلم: "مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره".
أخرجه مسلم عن أنس, عقب حديث أبي هريرة, وأبي سعيد المذكورين، ولعله أشار بذلك إلى ما قررته. انتهى.
"والمراد بقوله: ممن استثنى الله قوله تعالى: {فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [النمل: ٨٧] ، وقال الداودي: أي: جعله ثانيًا لي، قال الحافظ: وهو غلط شنيع، وفي البعث لابن أبي الدنيا من مرسل الحسن: "فلا أدري أكان ممن استثنى الله أن

<<  <  ج: ص:  >  >>