للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكر ثم عمر، ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة حتى أحشر بين الحرمين". قال الترمذي: حسن صحيح. ورواه أبو حاتم وقال: حتى نحشر. وتقدَّم.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يصعق الناس حين يصعقون، فأكون أوّل من قام، فإذا موسى آخذ بالعرش: فما أدري أكان فيمن صعق". وفي رواية: "فأكون أول من يفيق, فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي, أو كان ممن استثنى الله". رواه البخاري.

والمراد بالصعق: غشي يلحق من سمع صوتًا أو رأى شيئًا يفزع منه.


بالمد أجيء, "أهل البقيع فيحشرون" , يجتمعون معي لكرامتهم على ربهم, وشرفهم عنده باستغفار نبيهم لهم وقربهم منه, "ثم أنتظر أهل مكة" المسلمين منهم, حتى يقدموا عليّ تشريفًا لهم بجوار بيت الله, "حتى أحشر بين الحرمين" أي: حتَّى يكون لي ولهم اجتماع بينهما, "قال الترمذي: حسن صحيح" وصحَّحه الحاكم.
"ورواه أبو حاتم" ابن حبان, "وقال" في روايته: "حتى نحشر" أي: نجتمع كلنا, "وتقدَّم" قريبًا, "وعن أبي هريرة، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "يصعق" بفتح العين, "الناس حين يصعقون، فأكون أول من قام، فإذا موسى آخذ بالعرش، فما أدري أكان فيمن صعق" بكسر العين- ترك تمامه استغناء بذكره في قوله: "وفي رواية: "فأكون أول من يفيق" بضم أوله, "فإذا موسى باطش" آخذ بقوة, "بجانب العرش".
وفي رواية: بقائمة من قوائم العرش, "فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله" فلم يكن ممن صعق، أي: فإن كان أفاق قبلي فهي فضيلة ظاهرة، وإن كان ممن استثنى الله في فضيلة أيضًا.
وفي رواية: أفاق قبلي أم جوزي بصعق الطور, ولا منافاة، فإن المعنى: لا أدري أيّ الثلاثة كان الإفاقة أو الاستثناء أو المحاسبة بصعقة الطور.
"رواه" أي: المذكور من الروايتين "البخاري" ومسلم, "والمراد بالصعق غشي" بفتح الغين وسكون الشين المعجمتين فتحتية خفيفة وبكسر الشين وشد الياء "يلحق من سمع صوتًا أو رأى شيئًا يفزع منه" أصل الغشي, مرض معروف يحصل بطول القيام في الحر ونحوه, وهو طرف من الإغماء وهو المراد هنا.
وأمَّا قول الحافظ المراد به هنا الحالة القريبة منه, فأطلقه عليه مجازًا، فإنما قاله في صلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>