"إطلاق الكوثر على الحوض" باعتبار أنه ممدود منه، فكأنه قيل: هو مادة حوضي، فلا تنافي بينه وبين قوله: "نهر في الجنة" "و" يؤيد ذلك أنه "قد جاء صريحًا في حديث البخاري أنَّ الكوثر هو النهر الذي يصب في الحوض، وعند أحمد: "ويفتح نهر الكوثر" الذي في الجنة "إلى الحوض" الذي فيه الموقف. "وعند مسلم" من حديث أبي ذر: "يغت" بمعجمة وفوقية "فيه" يعني: الحوض "ميزابان يمدَّانه" بفتح التحتية وضمها من مَدَّ وأَمَدَّ. زاد "من الجنة: أحدهما من ذهب, والآخر من ورق" فضة, "وقوله: يغت بالغين" المعجمة مضمومة ومكسورة، كما قال النووي وغيره: "أي: يصب" وفي النهاية: أي: يدفقان فيه الماء دفقًا دائمًا متتابعًا. وفي البخاري" في التفسير, ورواه مسلم أيضًا، كلاهما "من حديث قتادة عن أنس، قال: لما عُِرجَ بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء, قال: "أتيت على نهر حافَّتاه" بحاء مهملة وخفة الفاء- جانباه، لأنه ليس أخدودًا، أي: شقًّا مستطيلًا في الأرض يجري فيه الماء حتى يكون له حافتان، ولكنه سائل على وجه أرض الجنة, فما جاوز ما انتهى إليه سيلانه هو جانبه. روى أبو نعيم وابن مردويه وصحَّحه الضياء عن أنس، رفعه: "لعلكم تظنون أنَّ أنهار الجنة أخدود في الأرض, لا والله, إنها لسائحة على وجه الأرض" , "قباب" بكسر القاف وخفة الموحدة جمع قبة، والترمذي: "حافَّتاه فيهما لؤلؤ مثل القباب"، فالمراد في جانبيه مثل قباب "اللؤلؤ المجوف" بفتح الواو مشددة صفة اللؤلؤ. قال المصنف: ولأبي ذر: مجوفًا، أي: بالنصب حالًا من اللؤلؤ، وفي رواية للبخاري وغيره: قباب الدر المجوف، وأعربه المصنف وغيره صفة للدر, "فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر" زاد البخاري في الرقاق: "الذي أعطاك ربك، فإذا طينه مسك أذفر" بذال معجمة، أي: