"وعن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "الكوثر" صيغة مبالغة في المفرط كثرة, "نهر في الجنة, حافَّتاه من الذهب" لا يناقض ما قبله: حافتاه اللؤلؤ والياقوت والزبرجد، لجواز أنها مبنية بذهب مرصعة بذلك، ويؤيده قوله: "والماء يجري على اللؤلؤ, وماؤه أشد بياضًا من اللبن, وأحلى من العسل". "رواه أحمد والترمذي "وابن ماجه، وقال الترمذي بعد أن رواه: "حسن صحيح" الذي في الجامع معزوًّا للثلاثة عن ابن عمر، لفظه: "الكوثر نهر في الجنة, حافَّتاه من ذهب, ومجراه على الدر والياقوت، ترتبه أطيب ريحًا من المسك, وماؤه أحلى من العسل, وأشد بياضًا من الثلج". "وروى عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ، قال: هو نهر في الجنة" كأنَّه بلغه ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم, فرجع عن تفسيره بالخير الكثير الثابت في البخاري عنه؛ لأنه قال أولًا بناء على مدلول اللغة، فلمَّا بلغه خبر الصادق المصدوق بتخصيصه بنهر الجنة رجع عنه؛ إذ