للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاطئاه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت، خصَّ الله به نبيه قبل الأنبياء. رواه ابن أبي الدنيا موقوفًا.

وعن أنس قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ما الكوثر؟ قال: "نهر أعطانيه الله" -يعني: في الجنة- "أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق البخت، أو أعناق الجزر"، قال عمر: إنها لناعمة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أكلتها أنعم منها". رواه الترمذي, وقال: حسن.

و"الجزر" بضم الجيم والزاي، جمع جزور وهو البعير.

قال الحافظ ابن كثير: قد تواترت -يعني: أحاديث الكوثر- من طرقٍ تفيد القطع عند كثير من أئمة الحديث، وكذلك أحاديث الحوض، قال: وهكذا روى


النصَّ مقدَّم على الاستنباط "عمقه سبعون ألف فرسخ" عورض بما رواه ابن أبي الدنيا عنه -أي: ابن عباس- أنَّه سُئِلَ ما أنهار الجنة، أفي أخدود؟ قال: لا, ولكنها تجري على أرضها, لا تفيض ههنا ولا ههنا، وأجيب بأن المراد أنها ليست في أخدود كالجداول ومجاري الأنهار التي الأرض، بل سائحة على وجه أرض الجنة مع عظمها وارتفاعها، فلا ينافي ما ذكر في عمقها, "ماؤه أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل, شاطئاه" أي: حافَّتاه "اللؤلؤ والزبرجد والياقوت, خص الله به نبيه قبل الأنبياء".
رواه ابن أبي الدنيا موقوفًا" على ابن عباس, وله حكم الرفع إن صحَّ؛ إذ لا مجال للرأي فيه, "وعن أنس قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ما الكوثر؟ قال: "نهر أعطانيه الله"، -يعني: في الجنة- "أشد بياضًا من اللبن" أي: ماؤه, "وأحلى من العسل, فيه طير".
وفي رواية: ترده طير "أعناقها كأعناق البخت" نوع من الإبل, الواحد بختي, مثل روم ورومي, "أو أعناق الجزر" شك الراوي, ويحتمل أنَّ أو للتنويع، أي: بعضها كأعناق البخت وبعضها كأعناق الجزر, "قال عمر بن الخطاب: إنها لناعمة" حيث شبهت أعناقها بذلك, "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أكلتها" جمع آكل "أنعم منها"، رواه الترمذي وقال: حسن" وصحَّحه الحاكم.
وروى البيهقي عن حذيفة رفعه: أنَّ في الجنة طيرًا أمثال البخاتي، قال: أبو بكر: إنها الناعمة يا رسول الله، قال: "أنعم منها من يأكل منها, وأنت ممن يأكلها يا أبا بكر" , "والجزر: بضم الجيم والزاي جمع جزور وهو البعير" كقوله:
لا يبعدون قومي اللذين هم ... سم العداة وآفة الجزر
"قال الحافظ ابن كثير: قد تواتر -يعني: حديث الكوثر- من طرق تفيد القطع عند كثير من أئمة الحديث" الذين لهم الاطلاع على الطرق, "وكذلك أحاديث الحوض، قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>