"كذا نقله ابن القيم في حادي الأرواح" إلى ديار الأفراح, "وذكره البغوي" محيي السنة الحسين بن مسعود، أحد الحفاظ, "في معالم التنزيل" اسم تفسيره بلا عزوٍ "بلفظ: نزلت -يعني: الآية- في ثوبان" بفتح المثلثة والموحدة- ابن بجدد -بضم الموحدة وسكون الجيم وضم الدال المهملة الأولى, "مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم", قال في الإصابة: يقال: إنه من العرب, من حكم بن سعد بن حمير، وقيل: من السراة، اشتراه ثم أعتقه, فخدمه إلى أن مات، ثم تحوّل إلى الرملة, ثمَّ إلى حمص، ومات بها سنة أربع وخمسين. روى ابن السَّكَن عنه أنه -صلى الله عليه وسلم- دعا لأهله، فقلت: أنا من أهل البيت، فقال في الثالثة: "نعم, ما لم تقم على باب سدة, أو تأت أميرًا فتسأله"، ولأبي داود عن أبي العالية، عن ثوبان, قال -صلى الله عليه وسلم: "من يتكفل إليّ أن لا يسأل الناس أتكفل له بالجنة"، فقال ثوبان: أنا، وكان لا يسأل أحدًا شيئًا، تقدَّم ذكره في الموالي النبوية, "وكان شديد الحب" بضم الحاء- المحبَّة، أما بكسرها فالمحبوب, "لرسول الله -صلى الله عليه وسلم, قليل الصبر عنه" ولذا لازمه حضرًا وسفرًا, "فأتاه ذات يوم وقد تغيِّر لونه". وعند الثعلبي: تغيِّر وجهه ونحل جسمه, "يعرف الحزن في وجهه، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ما غيِّرَ لونك؟ " فقال: يا رسول الله, ما بي وجع" أي: مرض مؤلم, "ولا مرض مطلق علة، ويقع الوجع أيضًا على كل مرض، لكن لا يرد هنا ليحصل التغاير, "غير أني إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة" أي: حصل لي انقطاع وبعد قلب وعدم استئناس "حتى ألقاك" فتزول وحشتي, "ثم ذكرت الآخرة" أي: فكَّرت في أمرها, "فأخاف أن لا أراك؛ لأنك ترفع مع النبيين" في أعلى الدرجات, "وإني إن دخلت الجنة" أكون "في منزلة أدنى من منزلتك" فتقل رؤيتي لك؛ بدليل قوله: "وإن لم أدخل الجنة لا أراك أبدًا. فنزلت هذه الآية".