هذا. "قال: يا رسول الله, متى الساعة؟ " زاد في رواية: قائمة -بالرفع- خبر الساعة، فمتى ظرف متعلق به, والنصب حال من الضمير المستكن في متى؛ إذ هو على هذا التقدير خبر الساعة, فهو ظرف مستقر. وفي رواية لمسلم: متى تقوم الساعة؟ ولما احتمل السؤال التعنّت والخوف من الله, امتحنه النبي -صلى الله عليه وسلم؛ حيث "قال: "وما أعددت لها" هكذا في رواية للشيخين. وفي رواية لهما أيضًا: ويحك, وما أعددت لها؟ قال الطيبي: سلك مع السائل طريق الأسلوب الحكيم؛ لأنه سأله عن وقت الساعة وأيَّان إرساؤها، فقيل له: فيم أنت من ذكراها، وإنما يهمك أن تهتم بأهبتها, وتعتني بما ينفعك عند إرسائها من العقائد الحقَّة والأعمال الصالحة المرضية، فأجاب حيث "قال: لا شيء". وفي رواية للبخاري، قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولمسلم: ما أعددت لها من كثير عمل أحمد عليه نفسي، وكثير بمثلثة, "إلّا أني أحب الله ورسوله" يحتمل الاتصال والانقطاع، قاله الكرماني. وفي رواية في الصحيح أيضًا: ولكني أحب الله ورسوله, "قال: "أنت" وفي رواية: إنك "مع من أحببت" أي: ملحق بهم, وداخل في زمرتهم, لما امتحنه وظهر له من جوابه صدق إيمانه ألحقه بمن ذكر, "قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم: "أنت مع مَنْ أحببت". وفي رواية في الصحيح أيضًا: فقلنا: ونحن كذلك، قال -صلى الله عليه وسلم: "نعم" ففرحنا يومئذ فرحًا شديدًا، وفي أخرى. فلم أر المسلمين فرحوا فرحًا أشد منه، وفي أخرى: فما فرح المسلمون بشيء بعد الإسلام ما فرحوا به, "قال أنس: فأنا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر, وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم" والحديث متواتر.