وللبزار وللطبراني والبيهقي بسند صحيح عن جابر, قيل: يا رسول الله, أينام أهل الجنة؟ قال: "النوم أخو الموت, وأهل الجنة لا ينامون" , "إن ربَّنَا لغفور" للذنوب, "شكور" للطاعات، والمصنف لم يقصد التلاوة، بل بَيِّنَ ما يقولونه أولًا من النعم التي أفاضها عليهم، ثم ثناءهم عليه تعالى بأنه غفور شكور، ولكنه خلاف ظاهر القرآن, مع أنه أبلغ لجعله الثناء عليه متوسطًا بين تعداد النعم، على أنَّه ورد في خبر وإن كان معضلًا عند ابن أبي الدنيا وأبي نعيم وابن أبي حاتم مرفوعًا, في حديث طويل في ذكر ما أنعم الله به على أهل الجنة بنحو ورقتين، قال في آخره: "فلما تبئوا منازلهم، قال لهم ربه: هل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا؟ قالوا: نعم, رضينا فارض عنَّا، قال: برضاي عنكم أحللتكم داري, ونظرتم إلى وجهي, وصافحتكم ملائكتي، فهنيئًا هنيئًا، عطاء غير مجذوذ, ليس فيه تنغيص، فعند ذلك قالوا: الحمد لله الذي أذهب عنَّا الحزن، إن ربنا لغفور شكور, الذي أحلَّنا دار المقامة من فضله, لا يمسنا فيها نصب ولا يمسّنا فيها لغوب"، فصرح بأنهم يقولون الآيتين على وجههما, "وهذا يدل على أنَّ جميع العبادات تزول في الجنة إلّا عبادة الشكر والحمد، كما هو لفظ الآية: "والتسبيح والتهليل". روى الأصبهاني في حديث عن عليّ رفعه: "ثم يحلّ بهم كرامة الله, والنظر إلى وجهه, وهو وعد الله أنجزه لهم، فعند ذلك ينظرون إلى وجه رب العالمين فيقولون: سبحانك, ما عبدناك حق عبادتك" , والذي يدل عليه الحديث الصحيح أنهم يلهمون ذلك كإلهام النفس" بفتحتين، فيحمل ما دلَّ عليه الأول على أن ذلك عبادة بدون تكليف فلا خلف. "كما في مسلم من حديث جابر" بن عبد الله "أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يأكل أهل الجنة فيها ويشربون" ولا يتغوطون كما في مسلم قبل قوله: "ولا يتمخطون ولا يبولون" , قال في المفهم: لأنَّ هذه فضلات مستقذرة, ولا مستقذر في الجنة، ولما كانت أغذية أهل الجنة في غاية اللطافة والاعتدال لم يكن لها فضلة مستقذرة، بل تستطاب وتستلذّ، وعبَّر عنها بالمسك في قوله: "ويكون طعامهم" أي: خروج طعامهم أي: مطعومهم. ولفظ مسلم: ولكن طعامهم "ذلك جشاء" بضم الجيم ومعجمة ومد- صوت مع ريح