وللبيهقي عن جابر رفعه: "بينا أهل الجنة في منازلهم؛ إذ سطع لهم نور فرفعوا رءوسهم, فإذا الرب قد أشرف، فقال: يا أهل الجنة سلوني، قالوا: نسألك الرضا عنَّا, قال: رضاي أحلَّكم داري, وأنيلكم كرامتي، هذا أوانها فسلوني، قالوا: نسألك الزيادة، فيؤتون بنجائب من ياقوت، إلى أن قال: حتى ينتهي بهم إلى جنة عدن, وهي قصبة الجنة، فتقول الملائكة: يا ربنا قد جاء القوم، فيقول: مرحبًا بالصادقين، مرحبًا بالطائعين، فيكشف لهم الحجاب, فينظرون إليه، فيتمتعون بنور الرحمن, حتى لا يبصر بعضهم بعضًا، ثم يقول: ارجعوهم إلى القصور بالتحف، فيرجعون وقد أبصر بعضهم بعضًا" قال -صلى الله عليه وسلم: فذلك قول الله: {نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت/ ٣٢] الآية, "فما أحلاها من كلمة وما ألذَّها من بشرى, فعندها يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن". قال ابن عباس: حزن النار، رواه الحاكم وصحَّحه، ولابن أبي حاتم عن ابن عباس: حزن ذنوب سلفت، وله عن الشعبي: طلب الخبز في الدنيا غداء وعشاء، وقيل: الجوع، وقيل: وسوسة إبليس وغيرها, "وأحلَّنَا دار المقامة" أي: الإقامة من فضله, من إنعامه وتفضله؛ إذ لا واجب عليه "لا يمسنا فيها نصب" تعب, "ولا يمسنا فيها لغوب" إعياء من التعب لعدم التكليف فيها، وذكر الثاني التابع للأول للتصريح بنفسه. أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى، قال رجل: يا رسول الله, إن النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا، فهل في الجنة نوم؟ قال: "لا، النوم شريك الموت, وليس في