"وكانت من غير قصد من المسلمين إليها ولا ميعاد، كما قال تعالى: {وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ} أنتم وهم للقتال ثم علمتم حالهم وحالكم، {لَاخْتَلَفْتُم} ، أنتم وهم {فِي الْمِيعَاد} الآية، هيبة منه وبأسا من الظفر علهم ليتحققوا أن ما اتفق لهم من الفتح ليس إلا صنيعا من الله خارقا للعادة، فيزدادوا إيمانا وشكرا، {وَلَكِنْ} جمعكم بغير ميعاد {لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا} [الأنفال: ٤٢] حقيقا بأن يفعل وهو نصر أوليائه وقهر أعدائه، "وإنما قصد صلى الله عليه وسلم والمسلمون التعرض لعير قريش" التي خرج عليه السلام في طلبها وهي ذاهبة. من مكة إلى الشام، حتى بلغ العشيرة فوجدها سبقته بأيام، فلم يزل مترقبا لرجوعها من الشام، "وذلك" كما أخرجه ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان عن عروة: "أن أبا سفيان" صخر بن حرب المسلم في الفتح رضي الله عنه، "كان بالشام في ثلاثين راكبا" كذا نقله الفتح عن ابن إسحاق والذي في ابن هشام عن البكائي عنه في ثلاثين أو أربعين، وتبعه اليعمري وغيره، فإما أنه اقتصار على المحقق، أو رواية أخرى عنه. "منهم:" مخرمة بن نوفل و"عمرو بن العاصي" أسلما بعد ذلك وصحبا رضي الله عنهما،