للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فخبراني عن ضحى ما وزنها؟ فقال أحمد بن يحيى: على مثال بشرى. فقلت: بشرى فعلى وضحى فعل على مثال هدى.

قال: فخبراني عن قول الله عز وجل: {إذ الأغلال في أعناقهم} أليس إذ تكون لما مضى؟ قال أحمد بن يحيى: بلى، قال محمد بن عبد الله بن طاهر: الأمر لم يقع. فقال أحمد بن يحيى: حدثني سلمة عن الفراء، أن الأفعال الماضية تحل محل المستقبلة، لأن الله جل وعز قد أحاط بكل شيءٍ علما، وأحصى كل شيءٍ عددا، وليس لما علم خلف. قال: ما تقول يا محمد؟ قلت: أما قوله إن الله قد أحاط بكل شيء علما وجميع ما ذكر حق، غير أن الله جل وعز خاطبنا بلسان عربي مبين، فمن كلام العرب: إذا جاء عمرو أكرم خالدا، فتلخيص الآية قول الله تعالى: {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رسلنا فسوف يعلمون} لما لم يقع، فتقديره إذا كان إثم وقعت الأغلال أعناقهم.

قال: فخبراني عن همزة بين بين ساكنة أم متحركة؟ قال أحمد بن يحيى: لا ساكنة ولا متحركة. قال: ما تقول يا محمد؟ قلت: قوله لا ساكنة قد أقر أنها متحركة، وقوله ولا متحركة قد أقر أنها ساكنة، فهي ساكنة لا ساكنة متحركة لا متحركة! قال: فلم سميت بين بين؟ فقلت: لأنها إذا خففت فقد جعلت بين الهمزة وبين ما منه حركتها.

قال: فكيف قرنتم إلى هؤلاء؟ قلت: كما قرن معاوية إلى علي. قال: نعم العلم علمكم، إلا أنك لا تجعل لأحد فضيلة. قلت: لا أتقلد مقالة، متى لزمتني حجةٌ قلت: ما ذنبي، هكذا قال فلان. أنا كما قال الشاعر:

أظل من حبها في بيت جارتها ... من فاته العين لم يستبعد الأثرا

<<  <   >  >>