للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأسه للسجود أكرمه الله تعالى بأن رفع الطعام إليه بخلاف البهائم.. الرابعة: الحكمة في السجود مرتان والركوع مرة واحدة قيل لأن الملائكة لما سجدوا لآدم رفعوا رؤسهم وجدوا إبليس فعلموا أن الله خذله فسجدوا مرة أخرى شكرا لله إذ لم يخذلهم وقيل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مؤتما بجبريل فرفع رأسه من السجود فرأى جبريل بعد في السجود فسجد ثانيا ... مسئلة: لو زاد في صلاته ركوعا أو سجودا عملا بطلت إن كان منفردا وأما المأموم إذا رفع رأسه ولو عمداً من الركوع أو السجود قبل إمامه فيستحب له العود وقيل لأن السجود أحب إلى الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تقرب العبد إلى الله بشيء أفضل من سجود خفي وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة وقيل لأن الانحطاط بعد الرفع من الركوع ركوع أيضا ليزول الأشكال ويرتفع السؤال.. الخامسة: إذا قال العبد في سجوده سبحان ربي الأعلى فيقول الله تعالى وأنت الأعلى يا عبدي قال الله تعالى وأنتم الأعلون.. السادسة: من فضائل السجود أنه يعمل عبادة مائة ألف وعشرين ألف عام وذلك لأن إبليس عبد الله تعالى وهو خازن الجنة أربعين ألف عام وكان يعلم الملائكة أربعين ألف عام وجاهد في الأرض أربعين ألف عام فلما ترك سجله واحدة لآدم رد الله عليه عبادته وقال رجل يا رسول الله ادع الله أن يجعلني من أهل شفاعتك ويرزقني مرافقتك في الجنة قال عليك بكثرة السجود وقال من صلى ركعتين لم يحدث فيهما نفسه بشيء من الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر في رواية لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه ... السابعة: إذا كان يوم القيامة يبعث الناس من قبورهم فتأتي الملائكة إلى المؤمنين فيمسحون التراب عن رؤوسهم فيبقى على جباههم فتمسحه الملائكة فلا يذهب فينادي مناد دعوه فإنه تراب محاريبهم لا تراب قبورهم ليعرفوا في الجنة أنهم خدامى ... مسئلة: يكره مسح التراب عن جبهة المصلي لقول النبي صلى الله عليه وسلم لغلام كان إذا سجد مسح التراب ترب الله وجهك نعم رأيت في المنتخب من الحلية عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من صلاته مسح جبهته بيده اليمنى ويقول بسم الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني الهم والحزن ... بشارة: إذا كان يوم القيامة يأتي قوم فيقفون على الصراط يبكون فيقال لهم جوزوا على الصراط فيقولون نخاف من النار فيقول جبريل عليه السلام وكيف كنتم تمرون على البحر فيقولون بالسفن فيؤتى بمساجد كان يصلون فيها كالسفن فيركبونها ويمرون على الصراط وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تحشر مساجد الدنيا كأنها بخت بيض قوائمها من العنبر وأعنقها من الزعفران رؤوسهم من المسك وأزمتها من الزبرجد والمؤذنون يقودونها والأئمة يسوقونها والمحافظون على الصلاة يتبعونها فيعبرون في عرصات القيامة فتقول أهلها هؤلاء ملائكة مقربون أو أنبياء مرسلون فيقال هؤلاء الذين حافظوا على صلاة الجماعة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ... فائدة: جاء في الخبر أن المؤمنين إذا أتوا الصراط يجدون عليه بخائب من نور مسرجة من الياقوت والزبرجد فتطير بهم

<<  <  ج: ص:  >  >>