المسخ قال الله تعالى أمسخ ذنوبهم فأجعل السيئة لأبدانهم قالت عائشة رضي الله عنها يا نبي الله كم جرى بينك وبين الله كلمة قال إثنا عشر ألف كلمة في شأن أمتي فأجابني إلى ما سألت قال ابن عباس في قوله تعالى فأوحى إلى عبده ما أوحى قال يا محمد عبدتنا في الخلوة فاشفع لأمتك في الجلوة وقيل أوحى الله إليه أنهم يطيعوني ويعصوني فطاعتهم برضائي ومعصيتهم بقضائي فما كان برضائي أقبله وما كان بقضائي أغفره قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لي ولمن شهد بالبلاغ والرسالة وارحمني وارحم من شهد لي بالبلاغ ولك بالتوحيد.
ورأيت في كتاب النصيحة للغزالي رضي الله عنه قال موسى عليه السلام يا رب أرني وليا من أوليائك قال بينك وبينه أمد بعيد قال يا رب لا أبالي إذا كنت لي وكل بعيد عليك قريب فخطى موسى ثلاث خطوات فقال الله تعالى يا موسى هذه مائة عام قال يا رب وأين ذلك الولي قال في وسط البحر الأسود أي بحر الظلمات فسار إليه فإذا هو برجل نائم في الماء والموج يخرج من بين رجليه وهو يقول يا حنان يا منان أقل عثرتي وارحم غربتي فقال موسى السلام عليك يا ولي الله فلم يرد عليه فأوحى الله إليه يا موسى قلبه عندي فسلم عليه مرة أخرى فقال السلام عليك يا ولي الله فقال وعليك السلام يا كليم الله قال من أخبرك بأني كليم الله قال الذي أخبرك أني ولي الله قال كم لك ههنا قال لي ههنا أناديه ثمانين عاما يا حنان يا منان فما رأيت منه جوابا قال أتريد أن أكون سفيرا بينك وبينه قال نعم قال موسى يا رب ماذا أرد على عبدك من الجواب قال يا موسى قل له ويل لك ولجميع الخلق إن لم أتغمدهم برحمتي وقال النبي صلى الله عليه وسلم أكثروا من قول لا إله إلا الله والاستغفار فإنهما أمان في الدنيا من الذل وفي الآخرة ستر من النار وعن النبي صلى الله عليه وسلم شعار أمتي على الصراط لا إله إلا الله في الخبر يقول الله تعالى لإسرافيل عليه السلام إذا سمعت أحدا يقول لا إله إلا الله فأخر النفخة إكراما لقائلها أربعين سنة وقال ابن عباس سألت النبي صلى الله عليه وسلم متى ينفخ في الصور فقال سألت جبريل متى ينفخ في الصور فقال إن الله تعالى خلق ملكا يوم خلق السموات والأرض وأمره أن يقول لا إله إلا الله فهو يقولها مادا بها صوته لا يقطعها ولا تنفس فيها ولا يتمها فإذا أمر إسرافيل أن ينفخ في الصور قال العبد لا إله إلا الله خرجت الحجب حتى تقف بين يدي الله وتطلب لقائلها المغفرة فيقول الله أني لم أجرك على لسانه إلا من بعد أن سبقت إرادتي له بالمغفرة وقال العلائي رحمه الله تعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لي ربي ارجع إلى قومك فبلغهم عني إذ حال بيني وبينه حجاب من نار يلتهب التهابا لا يعلم كثافته إلا الله تعالى ودلاني الرفرف الأخضر الذي كنت عليه وجعل يخفضني ويرفعني فأهوى بي إلى جبريل وارتفع الرفرف الأخضر الذي كنت عليه حتى غاب عني قال جبريل يا محمد أبشر فأنت خيرة الله من خلقه وصفوته من البشر ولقد قربك الرحمن من عرشه مكانا لم يصل إليه أحد من أهل السموات والأرضين فهناك الله بكرامته فحمدت