للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أغنى أهل مكة وخديجة أمست من أفقر أهل مكة فأعجبها ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم بم أكافئ خديجة فجاءه جبريل عليه السلام وقال إن الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك مكافأتها علينا فانتظر النبي صلى الله عليه وسلم المكافأة فلما كان ليلة المعراج ودخل الجنة وجد فيها قصرا مد البصر فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فقال جبريل لمن هذا قال لخديجة فقال هنيئا لها فقد أحسن الله مكافأتها ... مسألة: تمليك المجهول باطل قال المحب الطبري قال الزهري وقتادة أول من آمن من النساء خديجة رضي الله عنها بعث النبي يوم الإثنين من شهر رمضان فآمنت به خديجة في ذلك اليوم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء في شهر رمضان فإذا رجع إلى أهله إلى مكة فطاف بالكعبة سبعا قبل أن يدخل على خديجة فلما كانت السنة التي أرسله الله فيها وهو في غار حراء نزل عليه جبريل من عند رب العالمين ورأيت في الدر الثمين في خصائص الصادق الأمين نزل عليه إسرافيل ثلاث سنين بكلمة الوحي ثم وكل به جبريل بالوحي إليه والوحي على أقسام سبعة قسم في النوم وقسم في اليقظة كما في ليلة الإسراء وقسم ينزل به إسرافيل وقسم ينزل به جبريل وقسم يأتيه مثل صلصلة الجرس وقسم ينفث في روعة الكلام نفثا وقسم يكلمه الله من وراء حجاب ورأيت في قوله تعالى وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا وهو داود عليه السلام أو من وراء حجاب وهو موسى أو يرسل رسولا وهو جيريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاء جبريل قالت الأحجار السلام عليك يا رسول الله وفي رواية فخرجت حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتا من السماء يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل فرفعت رأسي فإذا جبريل في صورة رجل في أفق السماء فلا أنظر إلى ناحية منها إلا رأيته فما زلت واقفا لا أتقدم ولا أتأخر حتى بعثت خديجة رسولا في طلبي ثم انصرف عني وانصرفت عنه إلى أهلي فقالت خديجة يا أبا القاسم أين كنت فوالله لقد بعثت رسولي في طلبك فحدثتها بالذي رأيت فقالت أبشر وأثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة وفي رواية أنها قالت ألا تستطيع أن تخبرني بصاحبك إذا جاء قال نعم فجاءه جبريل فقال يا خديجة هذا جبريل قالت فاجلس على فخذي الأيسر ففعل فقالت هل تراه قال نعم فحولته إلى الأيمن ثم قالت هل تراه قال نعم فأجلسته في حجرها وقالت هل تراه قال نعم فكشفت عن وجهها فقالت هل تراه قال لا فقلت أبشر فوالله إنه ملك ما هو شيطان ثم لبست ثيابها ودخلت على ورقة بن نوفل وهو ابن عمها فأخبرته بذلك فقال قدوس قدوس والذي نفسي بيده لئن صدقت يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ثن قام ورقة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقبل رأسه قال محمد بن اسحق كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه والتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بخديجة إذا رجع إليها فتثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس ومن كرامتها أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا خديجة هذا جبريل يقرؤك السلام فقالت الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام وفي رواية قال جبريل يا محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>