إليه النبي من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده فحاربه أبو بكر بعد ذلك وقتله وحشي قاتل حمزة رضي الله عنه وقوله تعالى أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين قال الرازي كان أبو بكر موصوفا بالرحمة والشفقة على المؤمنين وبالشدة على الكافرين قال في الرياض النضرة كان إسلامه شبيها بالوحي لأنه كان تاجرا بالشام فرأى رؤيا فقصها على بحيرة الراهب قال له بحيرة ممن أنت قال من مكة قال من أيها قال من قريش قال إن صدق الله رؤياك فإنه يبعث الله نبيا من قومك تكون وزيرا له في حياته وخليفته بعد وفاته فأسرها أبو بكر في نفسه فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم جاءه أبو بكر رضي الله عنه فقال يا محمد ما الدليل على ما تدعي قال الرؤيا التي رأيت بالشام قبله بين عينيه وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله قال أول من أسلم علي وهو ابن عشر سنين وقال بعضهم أول من أسلم من النساء خديجة وأول من أسلم من الصبيان علي وأول من أسلم من البالغين أبو بكر وأول من أسلم من العبيد زيد بن حارثة فقال الطبري وهذا لا خلاف فيه وعن النبي صلى الله عليه وسلم ما صب الله في صدري شيئا إلا صببته في صدر أبي بكر ولقد سمع الوحي يوما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله تعالى إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء فوقع أبو بكر مغشيا عليه حكاه الثعلبي قال علي قال النبي صلى الله عليه وسلم أعز الناس علي وأكرمهم عندي وأحبهم إلي وأكرمهم عندي حالا أصحابي الذين آمنوا وصدقوني وأعز أصحابي إلي وخيرهم عندي وأكرمهم على الله وأفضلهم في الدنيا والآخرة أبو بكر الصديق رضي الله عنه فإن الناس كذبوني وصدقني وكفروا بي وآمن بي وأوحشوني وآنسني وتركوني وزهدوا في ورغب في وآثرني على نفسه وأهل وماله فالله تعالى يجازيه عني يوم القيامة فمن أحبني فليحبه ومن أراد كرامتي فليكرمه ومن أراد القرب من الله تعالى فليسمع وليطع فهو الخليفة بعدي على أمتي حكاه في روض الأفكار قال في فردوس العارفين قال علي لأبي بكر بم بلغت هذه المنزلة حتى سبقتنا قال بخمسة أشياء أولها وجدت الناس صنفين طالب الدنيا وطالب الآخرة فكنت أنا طالب للمولى الثاني ما شبعت من طعام الدنيا منذ دخلت في الإسلام لأن لذة المعرفة شغلتني عن لفق الدنيا الثالث ما رويت من شراب الدنيا منذ دخلت في الإسلام لأن محبة الله شغلتني عن لذيذ شراب الدنيا الرابع كلما استقبلني عملان عمل الدنيا وعمل للآخرة اخترت عمل الآخرة الخامس صحبت النبي فأحسنت صحبته قال القرطبي صحبه وهو ابن ثمان عشرة سنة وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حب أبي بكر واجب على أمتي وعن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما كانت الليلة التي ولد فيها أبو بكر تجلى ربكم على جنة عدن فقال وعزتي وجلالي لا أدخلت فيك إلا من أحب هذا المولود قال جابر ابن عبد الله كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم رجل لم يخلق الله
بعدي أحدا خيرا منه ولا أفضل وله شفاعة كشفاعة النبيين فطلع أبو بكر