اما تذكرون تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين أي لأخذنا بالقوة والقدر ثم لقطعنا منه الوتين وهو عرق معلق به القلب فما منكم من أحد عنه حاجزين فوقع الإسلام في قلبي وقال أنس رضي الله عنه خرج عمر يريد قتل النبي صلى
الله عليه وسلم فلقيه رجل فاخبره فقال كيف تأمن من بني هاشم ثم قال يا عمر إن أختك وزوجها يعني سعيد بن زيد أحد العشرة قد أسلما فلما دخل عليهما قال ما هذا الصوت الذي أسمع منكما وكان عندهما رجل يعلمهما سورة طه قال القرطبي هو حبيب بن الحارث من المهاجرين فاستخفى حبيب من عمر فقال سعيد يا عمر أرأيت إن كنا على الحق فضربه ضربا شديدا فقامت أخته فاطمة ودفعته عن زوجها فضربها فأدمى وجهها ثم قال عمر أعطني هذه الصحيفة فقالت إنه لا يمسه إلا المطهرون فقام فتوضأ فأخذها فوجد فيها طه إلى قوله تعالى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري فقال دلوني على محمد فلما سمع الصحابي الذي يعلمهم اطمأن وخرج فقال أبشر يا عمر فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام يعني أبا جهل فانطلق عمر إلى دار النبي صلى الله عليه وسلم فوجد على الباب حمزة وجماعة فلما رأى حمزة عمر رجل القوم من عمر لما رأوه فقال حمزة إن الله يرد الله بعمر خيرا هداه إلى الإسلام وإن يرد به غير ذلك فقتله علينا هين فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثوبه وقال أما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله بك ما أنزل بالوليد بن المغيرة من الخزي اللهم إهد عمر اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فكبر المسلمون تكبيرة سمعها أهل مكة لأنهم أشد عداوة للنبي حين أخبروا بإسلامي فقلت خالي أبو جهل فانتبه فقال مرحبا بك يا ابن أختي ما حاجتك قلت جئتك أخبرك أنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فضرب الباب في وجهي وقال قبحك الله وقبح ما جئت به قالت عائشة كانت الدعوة من النبي يوم الأربعاء فأسلم عمر يوم الخميس ثم قال يا نبي الله لا نخفي ديننا ونحن على الحق وهم على الباطل فقال إنا قليل فقال والذي بعثك بالحق نبيا لا يبقى مجلس جلست فيه للكفر إلا جلست فيه للإيمان ثم خرج وطاف بالبيت وهو يظهر بالشهادتين فوثب إليه المشركون فوثب عمر على واحد منهم وجلس على صدره وأدخل إصبعيه في عينيه فصاح الرجل ففر الناس من عمر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله لم يبق مجلس إلا وأظهرت فيه الإسلام فخرج من الدار وعمر أمامه وحمزة من خلفه حتى طاف بالبيت وصلى الظهيرة جهرة قال العلائي في سورة براءة كان اسلام عمر بعد اسلام حمزة بيوم وقيل بثلاثة وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال جاء جبريل وقال يا محمد أقرئ عمر مني السلام وأخبره رضاه عز وغضبه حلم وليبكين الإسلام بعد موتك على موت عمر فقال يا جبريل أخبرني عن فضائل عمر وما له عند الله تعالى فقال يا محمد لو جلست معك قدر ما لبث نوح في قومه لم أستطع أن أخبرك بفضائل عمر وما له عند الله تعالى في ربيع الأبرار عن ابن عباس الملائكة تفرح بذهاب الشتاء رحمة للفقراء وفي الإحياء أوحي إلى داود عليه السلام تهيأ لملاقاة عدو قال يا رب ما هو قال البرد وفي