للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ياقوت أحمر وركن من زبرجد أخضر وركن من فضة وركن من ذهب في العرائس عن النبي صلى الله عليه وسلم في السماء الدنيا بيت يقال له المعمور بازاء الكعبة فهبطت الملائكة من الرفيق الأعلى وأمر الله تعالى رضوان أن ينصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور وأمر ملكا يقال له راحيل أن يصعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله فارتجت السموات والأرض فرحا وسرورا وأوحى الله تعالى إليه أن أعقد النكاح فإني زوجت عليا بفاطمة أمتي بنت محمد صلى الله عليه وسلم رسولي فعقدت وأشهدت الملائكة وكتبت شهادتهم في الحريرة وأمرني ربي أن أعرضها عليك وأختمها بخاتم مسك أبيض وأدفعها إلى رضوان خازن الجنان قال المحب الطبري فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المرهوب من عذابه وسطوته النافذ أمره في سمائه وأرضه بحكمته الذي خلق الخلائق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وملته إن الله تبارك وتعالت عظمته جعل المصاهرة سببا لاحقا وأمرا مفترضا وشج به الأرحام وألزم به الأنام فقال عز من قائل وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا فأمر الله أن يجري بقضائه وقضاؤه يجري بقدرته لكل قضاء قدر ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب ثم إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة بنت خديجة بعلي بن أبي طالب فاشهدوا أني قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك فقال علي رضيت يا رسول الله فقال جمع شملكما وأسعد جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما الكثير الطيب مسألة: قال في الروضة يسن أن لا يزاد في الصداق على صداق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته وهو خمسمائة درهم وتقدم خلافه في مناقب أزواجه وأقل الصداق عند الإمامين ما يصح بيعه وعند مالك ربع دينار وعند أبي حنيفة عشرة دراهم والمراد بالدرهم الشرعي كل درهعم بأربعة عشر قيراطا قال الرازي رحمه الله قالوا تجوز المغالاة في مهور النساء لقوله تعالى وآتيتم إحداهن قنطار فلا تأخذوا منه شيئاً ونهى عمر رضي الله عنه عن المغالاة فيه على المنبر فقالت إمرأة الله يعطينا وأنت تمنعنا وقرأت الآية فقال رضي الله عنه النساء أفقه من عمر ورجع عن النهي قال النسفي سألت فاطمة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون صداقها شفاعة لأمته يوم القيامة فإذا صارت على الصراط طلبت صداقها فلما نزل قوله تعالى وإن منكم إلا وارادها صار النبي صلى الله عليه وسلم كالمهموم على أمته فسألوه عن ذلك فلم يجبهم فأخبروا فاطمة بذلك فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ما يكفيك فأخبرها بقوله تعالى وإن منكم إلا واردها فبكت بكاء كثيرا وتوجهت إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقالت يا شيخ المهاجرين قد أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وإن منكم إلا واردها فهل لك أن تكون فداء لشيوخ أمة محمد صلى الله عليه وسلم من النار قال نعم ثم سألت علياً أن يكون فداء لشباب أمة محمد قال نعم ثم سألت الحسن والحسين أن يكون فداء لأطفال أمة محمد من النار فقالا نعم ثم جعلت نفسها فداء لنساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم فنزل جبريل عليه السلام وقال يا محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>