للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رؤياه على قومه فقالوا ومن محمد وأمته قال لا أعلم فجاء جبريل وقال إن الله تعالى يقول محمد حبيبي وخيرتي من خلقي لولاه ما خلقت الدنيا ولا الجنة ولا النار وهو آخر نبي في الدنيا وأول شافع في القيامة وأمته أكرم الأمم على الجنة محرمة على الخلق حتى يدخلها محمد وأمته وقال مقاتل ذكر الله تعالى إبراهيم في القرآن في أحد وسبعين موضعا منها قوله تعالى ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل أي صلاحه وهداه من قبل بلوغه قال الكواشي وقال ابن عباس رضي الله عنهما من قبل موسى وسماه الله تعالى شجرة بقوله تعالى توقد من شجرة مباركة لأن الأنبياء من ذريته كان مولده زمن النمروذ فبينما هو في داره وإذا بطيرين أبيضين فقال أحدهما ويلك يا نمروذ هذا طائر المشرق وهذا الطائر المغرب وقد جاءتنا البشارة بظهور إبراهيم فإذا دعاك إلى الله فلا تكذبه فأخبر آزر بذلك فقال من مردة الجن ثم نام تلك الليلة فرأى في منامه كأنه بين عينيه ثورا عظما ضربه فقلع عينيه فسأل المعبرين عن ذلك فقالوا لعل هذا من أخلاف الأطعمة فلما خرجوا من عنده قالوا هذه الرؤيا تدل على زوال ملكه ثم نام فرأى كأن القمر خرج من ظهر آزر واتصل نوره من الأرض إلى السماء وسمع قائلا يقول جاء فأخبر آزر بذلك فقال هذا من كثرة عبادتي للأصنام وخدمتي لهم ثم نام النمروذ في تلك الليلة فرأى كأن سريره قد استدار بالأسرة وإذا برجل على سريره وهو من أحسن الناس وجها في يده اليمنى الشمس في الأخرى القمر فقال الرجل إعبد إلهك فقال النمروذ وهل من إله سواي قال نعم إله الأرض والسماء ثم قال لسريره تزلزل بقدرة الله تعالى فتزلزل حتى سقط النمررذ عنه فانتبه النمروذ مرعوبا فأخبر آزر بذلك فقال هذا يدل على زيادة الملك ثم نام فرأى النمروذ نهرا ساطعا من الأرض إلى السماء ورأى رجالا يصعدون ويهبطون وإذا برجل جميل قالوا له بك تحيى بعد موتها فأخبر الكهان بذلك وقال إن لم تخبروني بهذه الرؤية وإلا عذبتكم فقالوا أمهلنا ثلاثة أيام فلما خرجوا قالوا لآزر هذه رؤيا تدل على مولود من أقرب الناس إلى النمروذ ينازعه في ملكه فخذ لنا الأمان منه حتى نخبره ففعل فقال يا آزر أنت أقرب الناس إلى فلان فضرب عنقه وأعماه الله تعالى عن آزر وكل الذباحين بالحوامل فذبجوا مائة ألف غلام في العرائس أنه عزل الرجال عن النساء فإذا حاضت المرأة تركها مع زوجها حتى تطهر فإذا طهرت عزلها فدخل آزر على زوجته فواقعها فحملت بإبراهيم فلما كانت ليلة الولادة دخلت بيت الأصنام ليخففوا عنها الألم فرفعت الأصنام عن الأسرة فخرجت مرعوبة فقال من هذه قالوا إمراة وزيرك آزر معناه الأعرج وقيل الشيخ الهرم فأراد أن يقول إقبضوا عليها فقال أتركوها فوضعته في مغارة وسدت عليه وكانت تتعاهده فرأته يمص من أحد أصابعه لبنا ومن الآخر عسلا قيل ولدته بين الكوفة والبصرة وقيل ولدته بقرية من قرى دمشق يقال لها برزة قال العلائي والأشهر من الأقوال أنه ولد بأرض العراق ولما هاجر إلى الشام تعبد في المقابر ببرزة فلما بلغ سنة كان أول كلامه أن قال يا أماه من ربي قالت أنا قال فمن ربك قالت أبوك قال فمن رب أبي قالت نمروذ قال ومن رب النمروذ فلطمت وجهه في العرائس لم يمكث إبراهيم في السرب الذي أخفته أمه إلا خمسة عشر يوما اليوم كالشهر والشهر

<<  <  ج: ص:  >  >>