للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيري فإن استغاث بكم فأغيثوه فإن لم يدع غيري فأنا وليه فخلوا بيني وبينه فلما أرادوا إلقاؤه في النار جاء خازن المياه وقال إن أردت خمدت النار عنك بالمياه وجاء خازن الهواء وقال إن شئت طيرت النار عنك في الهواء قال لا حاجة إليكما حسبي الله ونعم الوكيل وعن النبي صلى الله عليه وسلم لما قيدوا إبراهيم ليلقوه في النار قال لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك قال العلائي لما أرادوا إلقاؤه في النار جاءه عشرة رجال فلم يقدروا على وضعه في المنجنيق فعجزوا فجاءه مائتان فعجزوا فقال إبراهيم أراكم لا تطيقون إلقائي في النار فقالوا نعم فقال إذكروا الله قالوا على وجه الاستهزاء بسم الله الرحمن الرحيم فرموه في النار فعارضه جبريل في الهواء فقال ألك حاجة قال أما إليك فلا قال لا تستعين بربك في خلاص نفسك قال النفس معيبة فلا تسأل من رب طاهر قال تسأله روحك قال الروح عارية والعارية مردودة قال يسأل قلبك قال القلب له يفعل ما يشاء قال ألا تخاف من النار قال من أوقدها قال النمروذ قال من حكم لك قال الجليل قال فالجليل راض بحكم الجليل فقال الله تعالى يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم قال الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات فبردت النار من المشرق إلى المغرب ... لطيفة: موسى عليه السلام خاف من العصا وإبراهيم عليه السلام ما خاف من النار لأن الحية من صنع الله والنبي يخاف من صنع الخالق سبحانه وتعالى والنار من صنع النمرود والنبي لا يخاف

إلا من صنع الله فإن قيل إبراهيم حين ألقى في النار لم ينزع وعند ذبح الولد انزعج فالجواب لما ألقى في النار كان نور محمد في جبينه وعند الذبح كان النور قد انتقل إلى اسماعيل وتقدم إلى إسماعيل وتقدم في فضل البسملة قدر سنة يوم ألقى فيها وكم أقام بها قال العلائي بعث الله جبريل إلى إبراهيم عليهما الصلاة والسلام بقميص من الجنة وقال إن ربك يقرئك السلام ويقول أما علمت أن النار لا تحرق أحبائي فلما رآه النمروذ بالذال المعجمة سأله قال يا إبراهيم تستطيع أن تخرج منها سالما قال نعم فلما خرج قال نعم الرب ربك لأذبحن له أربعة آلاف بقرة قربانا قال لا يتقبل الله حتى نؤمن به فاستمر على كفره حتى أهلكه الله بالبعوض وقيل أنه سجد لإبراهيم سجدة واحدة فقال الله تعالى لو كانت هذه السجدة لي لغفرت له ... فائدة: من سنن إبراهيم عليه الصلاة والسلام الختان وتقدم في مناقب الحسن والحسين وهو أول من اختتن من الرجال وأول من اختنتت من النساء هاجر وأول من ثقب أذنها وقد ولد جماعة من الأنبياء عليهم السلام مختونين آدم وشيث وادريس ونوح ولوط ويوسف وموسى وشعيب وسليمان ويحيى وعيسى ومحمد أي شاء الله لهم الختان فكان إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ورأيت في البسيط للواحدي أوحى الله إلى إبراهيم تطهر فتمضمض فأوحى الله إليه فاستنشق فأوحى الله إليه تطهر فاستاك فأوحى الله إليه تطهر فقص شاربه فأوحى الله إليه تطهر فاستنجى فأوحى الله إليه ففرق رأسه فأوحى الله إليه تطهر فحلق عانته فأوحى الله إليه تطهر فنتف إبطه فأوحى الله إليه تطهر فقلم أظافره فأوحى الله إليه تطهر فنظر في جسده ماذا صنع فأختتن بعد مائة وعشرين سنة وقال غيره ابن ثمانين

<<  <  ج: ص:  >  >>