للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما رأيت أحدا من اليهود يطلب ما تطلبون فودعنا وقصدنا الحج فرأيته يوما حول الكعبة فقلت له ما السبب في إسلامك قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال أن الله تعالى قد أكرمك بالإسلام بإنفاقك على أهل العلم فأسلمت على يديه وكان في داري سبع عشرة نفسا وكل واحد منهم رأى مثل ما رأيت فأسلموا جميعا قال في تحفة الحبيب فما زاد على الترغيب والترهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عيسى يا رب أخبرني عن هذه الأمة المرحومة قال إنها أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأرضى منهم باليسير من العمل وأدخلهم الجنة بقول لا إله إلا الله وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يا عيسى إني باعث من بعدك أمة إذا أصابهم ما يحبون حمدوا الله تعالى وإذا أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم قال يا رب كيف يكون هذا قال أعطيهم من حلمي وعلمي قاله العلائي في قوله تعالى عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث وأن عيسى أخي ليس بيني وبينه نبي وأنا أولى الناس به قال في كتاب العرائس كانت مريم تتعبد في المسجد الحرام مع رجل من قومها يقال له يوسف ولها قليب يعني بئر كل واحد منهما يأتي بماء في يوم من كهف فلما كان في يوم مريم خرجت إلى الماء فنزعنت درعها في الكهف فجاء جبريل في صورة رجل وهو قوله تعالى إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك الآية فأخذ التراب الذي فضل من تراب آدم ونفخ في جيب درعها فلما استقت الماء ولبست درعها تحرك الولد في بطنها فلما جاءها المخاض تحولت إلى أختها من الجامع فأنكر عليها يوسف وقال يا مريم هل ينبت الزرع من غير بذر قالت نعم أنبت الله الزرع يوم خلقه من غير بذر فلما تحولت عند أختها امرأة زكريا وكانت حاملا بيحيى قالت يا مريم أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك وتقدم في باب الزهد في فضل التوكل أن الحمل والوضع كان في ساعة واحدة قال النيسابوري كان الوضع بعد الزوال قال الرازي في قوله تعالى يا مريم إن الله اصطفاك أي رضيها لخدمة المسجد وهي أنثى وما غذها أمها طرف عين وكان رزقها يأتيها من الجنة وقال الأكثرون كفلها زكريا في حال طفولتها وقيل بعد فطمها وأسمعها كلام الملائكة شفاها ولم يتفق ذلك لغيرها من النساء وطهرك من الحيض فقالوا إن مريم لم تحض ومن كذب اليهود من كل معصية واصطفاك على نساء العالمين بأن وهب لها عيسى من غير أب وفي حديث حسبك من نساء العالمين أربع مريم وآسية امرأة فرعون وخديجة وفاطمة قال الرازي وهذه الآية تدل على أن مريم أفضل من الجميع ولا يجوز أن يكون الإصطفاء الثاني هو الأول للتكرار غير لائق قلا البرماوي في شرح البخاري حملت مريم بعيسى ولها ثلاث أعشرة سنة وعاشت بعد رفع عيسى ستا وستين سنة وماتت ولها مائة واثنتا عشرة سنة وأم يحيى اسمها ألا بفتح الهمزة وبالمعجمة وأمها حمنة بفتح الحاء المهملة وتشديد النون فلما وضعن عيسى وبلغ تسعة أشهر دفعته إلى المكتب قال الزمخشري في ربيع الأبرار أكيس الصبيان أشدهم بغضا للكتاب فقال المعلم يا عيسى قل بسم الله فقال عيسى بسم الله الرحمن

<<  <  ج: ص:  >  >>