للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القرطبي في سورة الصافات أصاب الياس مرض شديد فبكى فأوحى الله إليه بكاؤك حرصا على الدنيا أو خوفا من الموت أو خوفا من النار فقال لا وعزتك كيف يحمدك الحامدون بعدي ويصوم الصائمون بعدي فقال الله تعالى لأؤخرنك إلى وقت لا يذكرني فيه ذاكر يعني إلى يوم القيامة وقال إبراهيم التيمي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال كل ما يحكى عن الخضر حق وهو عالم أهل الأرض ورأس الأبدال وهو من جنود الله تعالى ... حكاية: قال الشيخ عثمان الصيرفيني كنت في بداية أمري نائما على سطح داري تحت السماء ليلا فمر بي خمس حمامات فقالت إحداهن بلسان فصيح سبحان الله من عنده خزائن كل شيء وسمعت الأخرى تقول سبحان من بعث الأنبياء حجة على خلقه وفضل عليهم محمدا صلى الله عليه وسلم وسمعت الأخرى تقول كل ما في الدنيا باطل إلا ما كان لله ورسوله وسمعت الأخرى تقول يا أهل الغفلة قوموا إلى رب عظيم يعطي الجزيل ويفغر الذنب العظيم قال فوقعت مغشيا على فلما أفقت نزع الله من قلبي حب الدنيا فعاهدت الله أن أسلم نفسي إلى شيخ يدلني على الله تعالى ثم سافرت لا أدري إلى أين أتوجه فرأيت شيخا كثير الهيبة فقال الشيخ السلام عليك يا عثمان فقلت له وعليك السلام من أنت قال الخضر كنت الساعة عند الشيخ عبد القادر رضي الله عنه فقال يا أبا العباس قد جذب البارحة رجل من أهل صرفين اسمه عثمان قد نودي من فوق سبع سموات مرحبا بك يا عثمان يا عبدي وقد عاهد ربه أن يسلم نفسه لشيخ يدله على ربه فاذهب إليه فإنك تجده في الطريق فإتني به قال الخضر يا عثمان الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه سيد العارفين في عصره فعليك بملازمته فما شعرت بنفسي إلا وأنا عند الشيخ عبد القادر فقال مرحبا بمن جذبه مولاه بألسنة الطير وجمع له كثيرا من الخير ثم ألبسني طاقية من

الخلوة شهرا وأصبت من صحبته خيرا وتقدم منافع الحمام في باب الكرم قال العلائي كان الخضر عليه السلام ابن خالة ذي القرنين ووزيره ومشيره وذو القرنين من ذرية يونان بن نوح عليه السلام ويساعده ما في العرائس فإنه جعل بين الخضر وبين سام بن نوح أربعة أجداد وكان في زمن إبراهيم وقد اجتمع به في مكة قال مقاتل كان إبراهيم بفلسطين فسمع صوتا فقيل ما هذا قال ذو القرنين فقال الرجل اذهب إليه فأقرئه مني السلام فلما جاءه قال الخليل ههنا قال نعم فنزل عن فرسه فقيل لي بينك وبينه مسافة بعيدة فقال ما كنت لأركب بأرض فيه خليل الله فقام له إبراهيم وسلم عليه وأهدى له بقرا وغنما وجعل له ضيافة وكان الخضر صاحب لوائه الأعظم وقيل كان ذو القرنين بين موسى وعيسى وهو أحد الأربعة الذين ملكوا الدنيا وسليمان عليه السلام وبختنصر والنمروذ وسيملكها خامس من هذه الأمة وهو المهدي قال جعفر بن محمد كان لذي القرنين صديق من الملائكة فقال أخبرني عن عبادة الملائكة في السماء قال منهم قيام وقعود وسجود إلى يوم القيامة ثم تقول سبحانك ما عبدناك حق عبادتك فقال ذو القرنين إني أحب أن أعيش حتى أعبد الله حق عبادته فقال الملك إن أردت ذلك فإن في الأرض عينا يقال لها عين الحياة من شرب منها

<<  <  ج: ص:  >  >>