لا يموت حتى يسأل ربه الموت لكنها في ظلمة فجمع العلماء وقال هل قرأتم في كتب الله أن في الأرض عينا يقال لها عين الحياة فقال واحد منهم نعم عند مطلع الشمس في ظلمة فسار ذو القرنين على ألف فرس من الخيل الأخضر البكر لقوة نظرها وتقدم الخضر أمامه بألف فارس فقال الخضر كيف يفعل من ضل منا عن صاحبه ونحن في ظلمة فقال إن ضللت الطريق فالحق هذه الخرزة فإذا هي في الأرض ودفع إليه خرزة حمراء فإذا صاحت فليرجع إليها الضال فسار الخضر بين يديه فإذا ارتحل هذا فبينما الخضر يسير إذا عارضه واد فغلب على ظنه أن العين فيه فرمى الخرزة فأضاءت الظلمة وصاحت الخرزة فإذا هي على حافة عين ماؤها أبيض من اللبن وأحلى من العسل فقال لأصحابه امكثوا ثم نزل فشرب منها واغتسل ذو القرنين وقد أخطأ العين فنزلوا بأرض حمراء فيها ضوء لا يشبه الشمس وفيها قصر عليه حديدة طويلة عليها طير مزموم أنفه إلى الحديد متعلق بين السماء والأرض فقال الطير يا ذا القرنين ما جاء بك إلى هنا أما كفاك ما وراءك ثم قال يا ذا القرنين أخبرني هل كثر البناء بالجص والآجر قال نعم فانتفض الطير حتى بلغ ثلث الحديد ثم قال كثرت شهادة الزور قال نعم فانتفخ وانتفض حتى ملأ الحديد وسد جدار القصر فخاف ذو القرنين ثم قال ترك الناس شهادة أن لا إله إلا الله قال لا فرجع إلى عادته ثم رأى رجلا فوق سطح القصر فقال من أنت قال صاحب الصور وقد اقتربت الساعة وأنا أنتظر أمر ربي ثم أعطاه حجرا وقال إن شبع شبعت يا ذا القرنين وإن جاع جعت فأخذه ورجع إلى أصحابه وأخبرهم بالقصر وبما رآه وجعل الحجر في كفة الميزان وآخر في كفة فرجح ذلك الحجر حتى زاد أحجارا كثيرة في كل ذلك يرجح عليهم الحجر فوضع في مقابلة الحجر كفة تراب فاستوى الميزان فقال الخضر عليه السلام هذا مثل ضربه الله لابن آدم لا يشبع حتى يحثوا عليه التراب ورجع الإسكندرية إلى بلده وعمر منارة الإسكندرية طولها أربعمائة ذراع وخمسون ذراعا بناها على قناطر من زجاج على سرطان من نحاس في أعلاها مرآة يرى منها جيش الروم إذا تجهزوا عليهم للغزو فأرسل ملك الروم يقول إن فيها كذي القرنين فهدموا منها شيئا فبطل طلسم المرآة ولما مات ذو القرنين اجتمع الخضر بموسى عليهما السلام وكان من أمرهما ما ذكره الله في كتابه العزيز حتى دخلا القرية التي أقام الخضر عليه السلام فيها الجدار وهي إنطاكية وقيل الناصرة وإنطاكية أيضا هي مدينة الرجل الذي في يس ومدينة الرجل الذي في القصص مصر والرجل حزقيل والذي في يس حبيب النجار آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وبينهما ستمائة عام على يد رسل عيسى الثلاثة وهم يحيى ويونس وشمعون قال له قومه: آمنت قال ومالي لا أعبد الذي فطرني - أي خلقني - وإليه ترجعون وأضاف الفطرة إليه لأن الفطرة أثر النعمة وكانت عليه أظهر وأضاف إليهم لأن فيه معنى الرجز وهو بهم أليق قال البغوي إنه في الجنة حي يرزق وكان يتصدق بنصف كسبه ويطعم عليه نصفا ومدائن مصر ومدينة النمل ومدينة صالح وهي الحجر والتسعة الرهط كانوا اشراف
قوم صالح فلما أهلكهم الله خرج صالح بالمؤمنين وهم أربعة آلاف إلى مدينة حضر باليمن فلما حضر فيها صالح مات فسميت حضر موت قال الكلبي في قوله تعالى قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى