للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله تعالى لمعرفته وطاعته فلما أقام الخضر الجدار قال موسى لو شئت لاتخذت عليه أجرا فإن قيل كيف كره موسى أكل طعام شعيب حين دعاه للأكل لما سقى الأغنام لبناته منهن صفوريا تزوجها موسى وإليها تنسب بلد المؤلف رحمه الله تعالى صفورية ماتت بها أو نزلتها ولم يكره مع الخضر حيث قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قيل لأن الأجرة على الصدقة لا يجوز وأما الاستئجار فيجوز ... إشارة الجدار المائل هو العبد العاصي تحته كنزه وهو قلبه فيه التوحيد وأبواب المعاصي أربعة وأبو العبد العاصي إبراهيم قال تعالى ملة أبيكم إبراهيم فكما أن الخضر أقام الجدار للغلامين اليتيمين لأجل أبيهما الصالح كذلك العبد العاصي يقومه الله تعالى بالتوبة لأجل أبيه إبراهيم ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم قال الدامغاني وتقدم غيره ... نظيرة: جوارح المؤمن سفينة والبحر هو الدنيا والتجارة هي الطاعة والملك الظالم هو الشيطان في فوسمك ربك بالمعصية حتى لا يرغب الشيطان في أخذك كما أن السفينة التي عليها الخضر لم يأخذها الملك وعن النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد منه وهو العجب ولما أنكر موسى على الخضر خرق السفينة نودي يا موسى لما ألقتك أمك في التابوت في البحر ألست كنت في حفظنا كذلك نحفظ السفينة فلما أنكر عليه قتل الغلام نودي يا موسى أنسيت أنك قتلت نفسا بغير حق يا موسى لو أن النفس التي قتلتها أقرت بالتوحيد طرفة عين لأصابك العذاب والسفينة كانت لعشرة مساكين أخوة ورثوها عن أبيهم خمسة يعملون في السفينة أحدهم مجذوم والثاني أعور والثالث أعرج والرابع آدر أي إحدى خصيتيه أكبر من الأخرى والخامس محموم لا تفارقه الحمى وخمسة لا يطيقون العمل أحدهم مقعد والثاني أصم والثالث أبكم والرابع أعمى والخامس مجنون والله أعلم قال العلائي أن الخضر والياس باقيان إلى يوم القيامة فالخضر يدور في البحار يهدي من ضل فيها والياس يدور في الجبال يهدي من ضل فيها هذا دأبهما في النهار في الليل يجتمعان عند سد يأجوج ومأجوج يحرسانه قال قتادة ليس في ناحية البحر المظلم طريق إلى البر إلا من ناحية السد في ناحية الشمال في منقطع بلاد الترك وليس ليأجوج ومأجوج طعام إلا الأفاعي من ذلك البحر يرسل الله تعالى سحابة فتغرف منه الأفاعي ثم تمطرها عليهم فيأكلها يأجوج ومأجوج وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج هل بلغتهم دعوتك قال جزت عليهم ليلة المعراج فدعوتهم إلى الله فلم يجيبوا وقد بسطنا الكلام على يأجوج ومأجوج في صلاح الأرواح قال على اسم ذي القرنين عبد الله بن الضحاك وقيل مرزبان وسمي بذي القرنين لأنه ملك المشرق والمغرب وقيل عاش قرنين وهما مائتا سنة هذا قوله تعالى تغرب في عين حمئة قيل حارة وقال الجمهور أي ذات حمأ وطين أسود قال بعض العلماء ليس المراد من قوله تعالى حتى إذا بلغ مغرب الشمس حتى إذا بلغ مطلع الشمس أنه انتهى إلى حرها ومسها لأنها تدور مع السماء حول الأرض وهي أعظم من أن تدخل في عين من عيون الأرض كأنها أكبر من الأرض بمائة وستين مرة وإنما المراد أنه انتهى إلى مد العمران من الجهتين فوجدها في رأي العين تغرب في عين

<<  <  ج: ص:  >  >>