للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محنة ... فائدة: قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه كل الرمان بلبه فإنه دباغ المعدة في نزهة النفوس والأفكار شحم الرمان في عين صاحب الجدري أمان لبصره والهوام تهرب من قشره كما تهرب من دخان خشبه والله أعلم قال الإمام النسفي: وغيره لما دخل موسى على شعيب عليهما الصلاة فقال شعيب خذ غيرها فاختصما فأرسل الله إليهما ملكاً وأمره بغرزها وقال من قلعها فهي له فلم يستطع شعيب مع شرفه قلعها مع حقارتها وقد غرزها مخلوق فكيف يستطيع الشيطان مع دناءته أن يقلع الإيمان من قلب المؤمن والله تعالى هو الذي غرزه قال القرطبي وغيره كانت عصا موسى من آس الجنة تخاطبه وتنور عليه ليلاً وتظله من الحر وتثمر له وإذا تعب ركبها وإذا أراد الشرب من بئر صارت ثقبتاها كالدلو وإذا نام تحرسه وطوفا اثنا عثر ذراعاً في تفسير الرازي وغيره عشرة أذرع على طول موسى وهو الصحيح واسمها عليق وكان له فيها ألف معجزة ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سعت له الأشجار وسلمت عليه وصار بعضها خلف ظهره لما قضى حاجته رجعت إلى أماكنها لما فرغ من حاجته بإشارته صلى الله عليه وسلم وسيأتي فضل إمساك العصا في باب الزهد إن شاء الله ... حكاية: لما ظهر فرعون على إيمان آسية رضي الله عنها أحضر الجزار وقال اصنع بها كما تصنع بالشاة إذا ذبحتها فقالت الملائكة ربنا قد وقعت هذه المرأة في بلاء فرعون فقال إنها قد اشتاقت إلى لقائنا فلما صارت إلى النزع قال الله تعالى يا جبريل إنها تحرك شفتيها فاسمع ما تقول وهو أعلم فقال يا رب إنها تطلب بيتا فقالت الملائكة بلاؤها شديد وصبرها كثير وسؤالها حقير فقال الله تعالى فاسمع منها في أي مكان هذا البيت وعند من تنزل فقال يا رب إنها تقول رب ابن لي عندك بيتا في الجنة فقالت الملائكة هذا سؤال عظيم وبيت شريف لأنه في جوارك ومبني في دارك فقال الله تعالى بنيته لها قبل سؤالها فكانوا يسلخونها وهي تنظر إليه وتقول الله وقال البغوي أن فرعون أمر بصخرة عظيمة لتلقى عليها فلما أتوها بالصخرة وقالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة فنظرت إليه وهو من درة بيضاء وانتزعت روحها فألقوا الصخرة على جسد لا روح فيه وقال الحسن وغيره رفعها الله إلى الجنة فهي تأكل وتشرب وقال نجم الدين كانوا يعذبونها في الشمس فإذا انصرفوا عنها أظلها الملائكة وقال الثعلبي في كتاب العرائس أن موسى عليه السلام مر بها وهي في العذاب فشكت إليه بإصبعها فدعا الله تعالى أن يخفف عنها فلم تجد ألما فلما نظرت إلى البيت ضحكت فقال انظروا الجنون الذي بها تضحك وهي في العذاب قال القرطبي في قوله تعالى أدخلوا آل فرعون أشد العذاب وكانوا ستمائة ألف لم ينج منهم إلا آسية وابن عم فرعون والذي كتم إيمانه واسمه حزقيل وقال خير وقال رجل للأوزاعي رأيت

طيوراً بيضاء تخرج من البحر أفواجاً لا يحجبهم إلا الله فيأخذون ناحية الغرب ثم يرجعون في الليل سودا قال تلك الطيور في حواصلها أرواح آل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا فترجع إلى أوكارها وقد احترق ريشها فينبت لها في الليل ريش أبيض ثم تغلوا فيعرضون على النار وهكذا

<<  <  ج: ص:  >  >>