للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى يوم القيامة ... لطيفة: إنما قالت آسية في الحكاية المقدمة عند أولا اختيار أمنها للجار قيل الدار وقالت بيتا وما قالت دارا لأن الغالب لا يسكن البيت إلا واحد فأرادت الخلوة مع الحبيب فهذه السعيدة كان لها عند ربها قدم صدق قال القدم الصدق السابقة أي سبق لهم عند الله خير وقيل القدم الصدق العمل الصالح فالمعنيان موجودان في هذه المرأة لها من الله السابقة الحسنى فلذلك آمنت بالله ونبيه موسى وهما إن شاء الله موجودان فينا أيضا لأنا آمنا بالله وبجميع رسله ولذلك إن شاء الله دليل السابقة الحسنى لأنا لا نعجب من تخصيص الله بعض عباده بالرسالة والنبوة كما عجب الكفار من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قال في تهذيب الأسماء واللغات في ترجمة عمران بن الحصين قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الحصين كم تعبد اليوم إلها قال سبعة سنة في الأرض وواحداً في السماء قال فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك قال الذي في السماء قال يا أبا حصين ألا إنك لو أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك فلما أسلم قال علمني قال قل اللهم ألهمني رشدي واعذني من شر نفسي. حكاية: حلف بعضهم على زوجته أن لا تتصدق فتصدقت في بعض الأيام على رجل فرآها زوجها فقال لها كيف خالفت أمري قال فعلت شيئا لله تعالى فأوقد تنورا وقال ادخلي فيه لأجل الله فلبست حليها وحللها فسألها عن ذلك فقالت أن المحب إذا زار حبيبه تزين له ثم ألقت نفسها في التنور فأطبق عليها ثلاثة أيام ثم كشف عنها فرآها تتبسم فتعجب من ذلك فهتف به هاتف أن النار لا تحرق أحبابنا فتاب توبة حسنة قال أبو يزيد البسطامي من عرف الله كان على النار عذاباً ومن جهله كانت النار عليه عذابا ثم قال رضي الله عنه لو رأتني جهنم لخمدت ... مسئلة: لو قال لزوجته إن أحببت دخول النار فأنت طالق فقالت أحببت دخولها ففي وقوع الطلاق وجهان أحدهما لا يقبل قولها لأن أحداً لا يحب دخول النار فيقطع بكذبها والثاني يقبل فتطلق لأنه لا يعرف إلا من جهتها حكاه العلائي في قواعده ... فائدة: قال الغزالي أوحى الله إلى داود عليه السلام بلغ أهل الأرض عني أني حبيب من أحبني وجليس لمن جالسني وأنيس لمن أنس بي ومصاحب لمن صاحبني ومختار من اختارني ومطيع لمن أطاعني فإني خلقت طينة أحبائي من طينة إبراهيم وموسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ونورت قلوب المشتاقين من نوري ونعمتها بجلالي وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله في الأرض ثلثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام وله أربعون قلوبهم على قلب موسى وله سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم وله خمسة قلوبهم على قلب جبريل وله ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل وله واحد قلبه على قلب إسرافيل فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة وإذا مات من السبعة أبدل مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل مكانه من الثلثمائة وإذا مات من الثلثمائة أبدل الله مكانه من العامة قال الشافعي رحمه الله عن بعضهم لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم قلبه لأن الله تعالى لم يخلق أشرف من قلبه وهو بالنسبة إلى قلوب الأنبياء كالشمس عند الكواكب. حكاية: لما أخرج

<<  <  ج: ص:  >  >>