فلذلك سماه الله تعالى حصورا أي لا يأتي النساء مع القدرة وقيل يتباعد عن المعاصي فناسب أن يكون ذابحا للموت في صورة كبش بين الجنة والنار فلما أحيا نفسه بترك الشهوات كان سببا لحياة أهل المارين وإنما جيء الموت في سورة كبش لأن عزرائيل عليه السلام نزل على آدم في هذه الصورة كما ذكره في صلاح الأرواح قال ابن عيينه أوحش ما يكون ابن آدم في ثلاث مواطن يوم ولادته ويوم موته ويوم يبعث فلذلك قال يحيى عليه الصلاة والسلام: والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ... حكاية: قال بعضهم رأيت امرأة لا تشبه
نساء الدنيا فقلت من أنت فقالت حوراء فقلت زوجيني نفسك قالت اخطبني من سيدي وامهرني قال وما مهرك فقالت حبس النفس عن الشهوات ذكره في الإحياء وقال المرعشي رحمه الله تعالى كنت في مركب فكسرت بنا فوقفت أنا وامرأة على لوح فعطشت المرأة فسألت الله أن يسقيها فنزلت علينا سلسلة فيها كوب ماء فنظرت إلى رجل في الهواء فقلت كيف جلست في الهواء فقال تركت هواي لهواه فأجلسني في الهواء ... حكاية: قال ابن الجوزي رأيت راهبا ضعيفا فقلت له أنت عليل قال نعم قلت منذ كم قال منذ عرفت نفسي قلت له تداوي قال أعياني الداء ولكن عزمت على الكي قلت وما الكي قال مخالفة الهوى بعض المفسرين في قوله تعالى أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ولم يقل قلوبهم لأن النفس معيوبة فاشتراها ليصلحها قال في عوارف المعارف لما أهبط إبليس إلى الأرض خلق الله النفس من التراب الذي تحت أقدامه والقلب من التراب الذي بينهما ... فائدة: قال وهب الإيمان عريان ولباسه التقوى وريشة الحياء ورأس ماله العفة وقال السري السقطي رضي الله عنه من تعبد الله زاده الله قوة ونشاطا وكان عمرو بن عطية يسبح كل يوم أربعمائة ألف تسبيحة وكان الإمام أحمد بن حنبل يصلي الضحى ثلثمائة ركعة وقال الإمام النووي رضي الله عنه في تهذيب الأسماء واللغات مكث محمد بن جرير من أصحاب الشافعي أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة وكتب تفسيرا على القرآن في ثلاثين ألف ورقة ثم مر أصحابه بكتابته فقالوا أنفني الأعمار قبل تمامه فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ماتت الهمم ثم اختصره في ثلاثة آلاف ورقة مات رحمه الله تعالى سنة عشر وثلثمائة وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته أي أطيعوه حق طاعته وقال مجاهد أي يطاع فلا يعصي ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر وزعم بعضهم أن الآية منسوخة بقوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم وخالفه الجمهور قال الغزالي في منهاج العابدين التقوى في القرآن ثلاثة تقوى عن الشرك وتقوى عن المعاصي وتقوى عن البدعة فذلك قوله تعالى ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا وقال الرازي قال الأكثرون الأول عمل الاتقاء والثاني دوام الاتقاء والثالث اتقاء الظلم للعباد مع الإحسان إليهم والآية نزلت في تحريم شرب الخمر فقالوا يا رسول الله إن أقواما شربوها يوم أحد ثم قتلوا فبين الله تعالى أن لا إثم عليهم لأنهم شربوها قبل التحريم والطعام إثم مشترك يقع على المأكول والمشروب.. مسئلة: حلف