قال ابن زكري الولتي النحوي الأديب:
الْمَجد حيث مدار السبعة الشهب ... هيهات يدركه من لَم يكن بأبي
وهِمة الْمَرء لا تعدو بصيرته ... بقدر نظرته يسمو إلى الطلب
كل له أرب لكن أخو قصر ... في الهم ليس له في المجد من أرب
إن كان لا بد للإنسان من أمل ... فليأمل المجد فوق السبعة الشهب
قال في صغره وهو يتمرن على الشعر وهو عجيب من مثله في مثله بيئته:
سعد الوقت وشفت البرح ... وتبدى في حلاه القدح
دارت الكأس على أهل الهوى ... في صباح ضاحك فاصطحبوا
والصبا قد عانقت بين الربا ... زهرا يندي زهاه المرح
باكر الوسمي منه ناعما ... وجهه من لونه ينشرح
فكساه حلة ناصعة ... من رآها يزدهيه الفرح
تتدلى نقط الماء كما ... اغرورق الدمع بِجفن يضح
ونظيم الدر في أغصانه ... كأعالي النخل فيها بلح
وقال مُحمد بن صالِح القاضي:
أنى أعير مسامعي للاحبي ... والروض يدوعنا إلى الأقداح
والصادحات سواجع بغنائِها ... والزهر ينفح بالشذى الفواح
قم واستنيها صرخدا مَمزوجة ... واجهر بذاك على عيون اللاحي
وال الكئوس وكلما ناولتني ... اصفع قفا لاح لِحاك وقاح
إن الربيع ربيع من يبغي الصفا، ... وعناق خَوْد في الرياض رَدَاح
هذا نسيم الروض رق كأنه ... نفس الحبيب أنمته بوشاحي
والْجَو صاف وجهه فكأنه، ... حبب تبسم من رحيق صباح
من لَم يكن بصبوحه متمتعا ... والدهر ساعد والزهور ضواح
والسعد يَحدو بالربيع مسرة ... في بَهْجة بفقاقع الأقداح
فالرمس أولى ما يصبحه به ... دهر حباه فعقه بِجماح
(١) الخودة بالفتح: المرأة الشابة، والرداح بالفتح: الضخمة الآلية.