للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف : «بل يكون مُتَّبِعًا لهواه بغير هدى من الله؛ قال تعالى: ﴿أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله﴾ [الشورى: ٢١].

وهم في ذلك تارة يكونون على بدعة يسمونها: حقيقة، يُقَدِّمُونها على ما شَرَعَه الله. وتارة يحتجون بالقَدَرِ الكوني على الشريعة، كما أخبر الله به عن المشركين، كما تقدم».

وصف المُصنف حال المخالفين لابتداعهم أمورًا ما أنزل الله بها من سلطان؛ فحالهم يدور بين البِدعة وإحداث شرع لم يَأذن به الله؛ حيث لا دليل عليه ولا مُستمسك، وإنما هم على باطل.

فهم تارة يكونون على بدعة يسمونها حقيقة، وهي باطل، يُقَدِّمونها على ما شرع الله ، وتارة يحتجون بالقَدَر الكوني على الشريعة، ويأتي تلاعبهم من جهتين؛ من جهة زعمهم: أن هذا الذي هم فيه حقيقة، وبالتالي ما عليهم إلَّا أن يَتَّبعوه. وتارة يحتجون بالأمر الكوني والقَدَري، فيقولون: ما كتب اللهُ أن أعمل هذه الطاعة مثلًا، أو كتب الله عليَّ أن أقع في هذه المعصية .. ويزعم أنه بذلك متبع للقدر لا يستطيع أن يخالف الأمر الكوني القَدَري ولا أن يخرج عنه.

فانظر كيف يُدخلهم الشيطان في أودية الباطل؛ فإذا وجد مسلكًا من هذا الباب دخل على الناس منه؛ فيدخل عليهم الباطل

<<  <   >  >>