للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف : «وذَلِكَ أَنْ العِبَادَة لله هِيَ الغَايَة المحبوبة لَهُ والمرضية لَهُ؛ الَّتِي خَلق الخلقَ لَهَا، كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون﴾ [الذاريات: ٥٦].

وبهَا أرسل جَمِيع الرُّسُل، كَمَا قَالَ نوح لِقَوْمِهِ: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: ٥٩].

وكَذَلِكَ قَالَ هود وصَالح وشُعَيْب وغَيرهم لقومهم، وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ﴾ [النحل: ٣٦].

وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٢٥].

وقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٩٢].

كَمَا قَالَ فِي الآيَة الأُخْرَى: ﴿يَا أَيهَا الرُّسُل كلوا من الطَّيِّبَات واعْمَلُوا صَالحا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عليم * وإِن هَذِه أمتكُم أمة واحِدَة وأَنا ربكُم فاتقون﴾ [المؤمنون: ٥١، ٥٢].

وجعل ذَلِك لَازِما لرَسُوله إِلَى المَوْت؛ كَمَا قال: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩)[الحِجر: ٩٩].

وبِذَلِك وصف مَلَائكَته وأنبياءه؛ فَقَالَ تَعَالَى: ﴿وله من فِي السَّمَاوات والأَرْض ومن عِنْده لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَته ولَا يستحسرون *

<<  <   >  >>