للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف رحمه الله تعالى: «والله- تعالى- ذَكَرَ في القرآن الهجرَ الجميلَ والصَّفح الجميل والصبر الجميل.

وقد قيل: إنَّ الهجر الجميل هو هَجر بلا أذى. والصفح الجميل: صَفح بلا معاتبة. والصبر الجميل: صَبر بغير شكوى إلى المخلوق».

لا شك أن النفوس التي ترتقي لهذه المعاني هي نفوس عظيمة، قد ابتغت العزة، والله جعل العزة لِمَنْ اتَّبع سبيلَه؛ قال تعالى: ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين﴾ [المنافقون: ٨]، والعزة تاج على رءوس أهلها، لا ينبغي إسقاطه أو التخلي عنه، لكن هذه العزة لا تُنال بمجرد الأماني، وإنما هي أقوال وأفعال يقوم بها العبدُ يصل بها إلى العِزَّة.

وقول المصنف : «والله- تعالى- ذَكَرَ في القرآن الهجرَ الجميلَ والصَّفح الجميل والصبر الجميل … ».

فالهجر الجميل: هجر بلا أذى، فإذا قُدِّر للعبد أن يعاقب بالهجر فإنَّ هذا الهجر ينبغي أن يكون جميلًا، بمعنى: أن لا يُصاحبه أذى، فإذا صَاحَبَه أذى لم يكن هجرًا جميلًا.

والصفح الجميل: هو صفح بلا مُعاتبة، فلو أنَّ إنسانًا جاءك معتذرًا فعليك أن لا تُعاتب؛ لتكون من أهل هذا المقام، فتقول: عفا الله عمَّا سلف، وعليك أن تسعى في أن تنزع من صدرك ومن لسانك كلَّ ما فيه أمر عِتاب لهذا الشخص الذي قد صَفحت عن خطيئته وزَلَّته.

<<  <   >  >>