للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من العبادة، وكذلك حبُّ الله ورسوله، وخشية الله والإنابة إليه، وإخلاص الدين له والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكُّل عليه والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك هي من العبادة لله».

المسألة الرابعة: شرح تعريف المصنف للعبادة شرعًا:

عَرَّف المصنفُ العبادةَ فقال: «هي اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبه الله ويرضاه».

فالعبادة اسم جنس؛ لذلك قال: (اسمٌ جامع).

وقوله: (لما يحبه الله ويرضاه): قيد للعبادة، وهو أن تكون ما يحبه الله ويرضاه، وهو كل ما أمر به؛ إمَّا أمر وجوب أو أمر استحباب، إذ الأوامر إمَّا فعلية وإمَّا تركية.

وهنا يجدر التنبيه إلى أمورٍ؛ وهي:

الأمر الأول: أنَّ جمهور الأُصوليين قَسَّموا الأحكام الشرعية التكليفية إلى خمسة، وهي:

١ الواجب وهو: ما يُثاب فاعله، ويُعاقب تاركه.

٢ المستحب وهو: ما يثاب فاعله، ولا يعاقب تاركه.

٣ المحرم وهو: ما يثاب تاركه ويعاقب فاعله.

٤ المكروه وهو: ما يثاب تاركه ولا يعقب فاعله.

٥ - المباح وهو: كل أمر لا يتعلق به شيء، إلا إذا تحولت هذه المباحات إلى طاعات بالنية الصَّالحة.

وقد زاد عليها إمامُ الحرمين الجويني (الصَّحيح والباطل).

وقد عرَّف الصَّحيح بقوله: ما يتعلق به النفوذ ويُعتد به.

<<  <   >  >>