للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف : «ومِنْهُم طَائِفَة يَغترُّون بِمَا يحصل لَهُمْ من خَرق عَادَة؛ مثل: مكاشفة، أَوْ استجابة دَعْوة مُخَالفَة للعَادَة، ونَحْو ذَلِك فيشتغل أحدُهم بِهَذِهِ الأُمُور عَمَّا أُمِر بِهِ من العِبَادَة والشُّكْر، ونَحْو ذَلِك.

فَهَذِهِ الأُمُور ونَحْوهَا كثيرًا مَا تَعرض لأهل السلوك والتَّوَجُّه».

ثم ذكر طائفة أخرى فقال: «ومنهم طائفة يَغترون بما يحصل لهم من خَرق عادة؛ مثل: مكاشفة، أو استجابة دعوة مخالفة للعادة، ونحو ذلك»، فبعض أهل السُّلوك وبعض أهل التصوف وبعض أهل العبادة- يسعون فيما يسعون إليه أن تكون لهم نوع كرامة خارقة للعادة، أو مُكاشفة، أو استجابة دَعْوة مُخَالِفَة للعَادَة، أو نحو ذلك مما قد يحصل لهم، وأحيانًا يكون هذا من تلبيس الشيطان، أو يكون فتنة لهم، أو استدراج.

أمَّا العبد المؤمن فينبغي أن لا يشغل نفسه بحصول كرامات على يديه، وإنما هو مُنشغل بطاعة ربه، وَجِلٌ مِنْ عدم قبولها، وقد سألت عائشةُ رسولَ الله عن هذه الآية: ﴿والذين يُؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة﴾ [المؤمنون: ٦٠]، قالت عائشة: أهم الذين يَشربون الخمر ويَسرقون؟ قال: «لا يا بِنت الصِّديق، ولكنهم الَّذين يَصومون ويُصلون ويتصدقون، وهم يَخافون أن لا تُقبل منهم؛ ﴿أولئك يُسارعون

<<  <   >  >>