للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نور، ومخرجه مِنْهَا نور، ومَصيره يَوْم الْقِيَامَة إِلَى النُّور» (١).

فحريٌّ بالمؤمن أن يُدرك هذه الحقيقة، وأن يُنير قلبه بهذه الأعمال الصالحة؛ فيحرص على واجباته ويحافظ عليها ويؤديها، ثم يتزود من النوافل والمستحبات والسنن، فإذا تمكن هذا النور من قلب المؤمن كان هذا عونًا له على مزيد من الطاعات حتى يألفها؛ فيأنس بها ويسعد.

أما من يتكاسل عنها فتثقل عليه، ويشق فعلها على نفسه.

ونحن نرى الرجل المسن المريض يحرص على صيام التطوع بخلاف الشاب الجلد القوي الذي يثقل عليه صوم يوم من الأيام، وكذلك في سائر الأعمال.

فعلى العبد أن يطلب العون والتوفيق من الله، ولذلك قال النبي لمعاذ: «يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك»، فقال: «أُوصيك يا معاذ: لا تَدَعَنَّ في دُبر كلِّ صلاة تقول: اللهم أَعِنِّي على ذِكرك وشُكرك وحُسن عبادتك» (٢).

فالله يعين العبد الذي أراد طاعته ورغب فيها ويقبل عمله ويجزيه عليه الأجر الجزيل؛ لم لا وهو القائل سبحانه: ﴿هل جزاء الإحسان إلا الإحسان﴾ [الرحمن: ٦٠]، والقائل : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ [الكهف: ٣٠].

* * *


(١) «الأمثال من الكتاب والسُّنَّة» للحكيم الترمذي (ص ٣٦) بتصرف يسير واختصار، دار ابن زيدون- بيروت- دمشق.
(٢) أخرجه أحمد (٢٢١٧٢)، وأبو داود (١٥٢٢)، وصححه الألباني في «المشكاة» (٩٤٩).

<<  <   >  >>