للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف رحمه الله تعالى: «أو بصورة».

من الأمور التي تحول بين العبد وبين تحقيق عبوديته لله تعالى: التعلق بغير الله؛ قال ابن القيم: «[فصل: المفسد الثالث من مفسدات القلب: التعلق بغير الله تبارك تعالى]. وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق، فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعَلَّق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله ﷿ بتعلقه بغيره والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمَّله ممن تعلق به وصل» (١).

ومن التعلق بغير الله: التعلق بالصُّور؛ فالإنسان قد يتعلق بامرأة ويُحِبُّها وقد تكون زوجة أو جارية له، وهو مالكها وسيدها، ولكنه مع ذلك يكون مملوكًا لها في واقع الحال، وكأنه عبدٌ بين يديها، وما يحصل هذا إلا لفراغ قلبه من التعلق بالله .

وقد يحمل التعلقُ بهذه الصور النفسَ على عبوديتها من أجل أنه تلذذ بالقُرب منها، بينما اللذة الحقيقية والطمأنينة الحقيقية هي كما قال الله : ﴿الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله إلا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ [الرعد: ٢٨].


(١) «مدارج السالكين» (١/ ٤٥٥).

<<  <   >  >>