للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف : «ومِنْهُم طَائِفَة قد تَتْرك المُستَحَبَّات من الأَعْمَال دون الواجِبَات، فتَنقص بِقدر ذَلِك».

الناس متفاوتون في نظرتهم إلى مفهوم العبادة؛ سواء في فَهم حقيقتها، أو في أدائها، فذكر هنا شيخ الإسلام أن بعض الطوائف قد تترك المستحبات من الأعمال، ويكتفون بفعل الواجبات.

وهذا ملموس مشاهد؛ فترى كثيرًا من الناس يقتصرون في أداء العبادات على ما كان من الواجبات، ثم يتركون النوافل والمستحبات من الأعمال، وهو لا يَعلم ما في هذه النوافل والمستحبات من جبر لما وقع من نقص في عبادته الواجبة؛ فكان من حكمة الله ﷿ ولطفه بعباده: أن جعل مع كل واجب نوعًا من المستحبات والنوافل من جنسه، ولذلك تجد الصلاة لها نوافل؛ منها ما هي سنن مؤكدة، ومنها ما هي مستحبة غير مؤكدة، وهكذا الصيام، والزكاة، والحج، فكل واجب من الواجبات تجد معه جملة من النوافل ليتزود العبد من الخير، وليكون ذلك جبرًا لما وقع من نقص في فريضته.

والناظر إلى أحوال الناس في الصلاة- مثلًا- يرى كيف أن بعض الناس بمجرد أن يُكَبِّر تكبيرة الإحرام- قد يخرج من الصلاة وهو لا يدري ماذا قرأ الإمام؟ ولا ماذا صَلَّى؟ حتى قد يسهو الإمام في صلاة الجماعة ولا يُنبهه أحد؛ لكثرة ما يشغل بال المُصَلِّين،

<<  <   >  >>