للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف :

«فصل

[في التَّفاضل بالإيمان]

إذا تبين ذلك، فمعلوم أنَّ هذا الباب يتفاضلون فيه تفاضلًا عظيمًا، وهو تفاضلهم في حقيقة الإيمان، وهم ينقسمون فيه إلى عام وخاص، ولهذا كانت إلهيَّةُ الربِّ فيها عموم وخصوص».

بعد أن بَيَّن المصنفُ- مفهوم العبادة ومعناها، وبَيَّن مواقف الطوائف منها، وذكر ما يتعلق بها من حيث أصلها واجتماع شروطها، شرع في هذا الفصل في بيان التفاضل في الإيمان؛ فالناس في أمر العبودية ليسوا على حدٍّ سواء، فهم يتفاضلون فيما بينهم بحسب ما حَقَّقه كلُّ واحد منهم في هذا الأمر، ولذلك مَنْ كان همته عالية وعنده رغبة فيما عند الله من الفضل والأجر العظيم- فلا بد له أن يستحضر في قلبه عددًا من المعاني، إذا امتثلها وتعلق بها رفع ذلك من مقام عبوديته لله ﷿، وخَلَّصه من أنواعٍ من عبوديات في الدنيا.

لذلك كان لا بد لمن كان له مثل هذه الهمة أن يعلم هذه المعاني وأن يستحضرها ثم يتحقق بها.

ولمَّا كانت العبادة هي الغاية التي خُلِق من أجلها الجنُّ والإنسُ، تفاضل الناس فيها تفاضلًا عظيمًا، وهو تفاضلهم في حقيقة

<<  <   >  >>