الإيمان، والإيمان والعبادة هنا بمعنى واحد، فالإيمان- كما هو معلوم- قول وعمل، وهكذا العبادة قول وعمل؛ فهناك قول، وهو قول القلب وقول اللسان، وعمل، وهو عمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح؛ فكل هذه أنواع من العبادة على العبد أن يقوم بها وأن يحققها.
والناس ينقسمون في أمر العبودية إلى عام وخاص، ولهذا كانت ربوبية الله لهم فيها عموم وخصوص؛ فهناك عبودية عامَّة، وهي عبودية القهر والذل، كما جاء في قوله تعالى: ﴿إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدًا﴾ [مريم: ٩٣]، فكل الخلق مَقهورون مَربوبون لله ﷿، تحت حكمه وتحت إرادته، وتحت تدبيره؛ فهذه تسمى عبودية عامَّة.
والعبودية الخاصة هي التي تكون لأهل الإيمان وحدهم؛ ممن استجاب لله ولرسوله ﷺ، واستقام على شرع الله ﷿، وقد سبق بيانها.