للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف : «ومَن خضع لإِنْسَانٍ مَعَ بغضه لَهُ لَا يكون عابدًا لَهُ، ولَو أحب شَيْئًا ولم يَخضع لَهُ لم يكن عابدًا لَهُ، كَمَا قد يُحب الرجل ولَده وصديقه، ولِهَذَا لَا يَكْفِي أَحدُهمَا فِي عبَادَة الله تَعَالَى، بل يجب أَنْ يكون اللهُ أحبَّ إِلَى العَبْد من كل شَيْء، وأَن يكون اللهُ عِنْدَه أعظمَ من كل شَيْء، بل لَا يسْتَحق المحبَّة والخضوع التَّامَّ إِلَّا اللهُ. وكل مَا أُحِبَّ لغير الله فمحبته فَاسِدَة، ومَا عُظِّم بِغَيْر أَمر الله فتعظيمه بَاطِل؛ قَالَ الله تَعَالَى: ﴿قل إِنْ كَانَ آباؤكم وأبناؤكم وإِخْوانكُمْ وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إِلَيْكُم من الله ورَسُوله وجِهَاد فِي سَبيله فتربصوا حَتَّى يَأْتِي الله بأَمْره﴾ [التوبة: ٢٤]».

يجدر التنبيهُ هنا لعدة مسائل؛ منها:

المسألة الأولى: أقسام المحبة مِنْ حيث العموم:

تنقسم المحبة من حيث العموم إلى قسمين: (المحبة المشتركة والمحبة الخاصة).

القسم الأول: المحبة المشتركة.

وهي ثلاثة أنواع:

أحدها: محبَّة طبيعية؛ كمحبة الجائع للطعام، والظمآن للماء، ونحو ذلك، وهذه لا تَستلزم التعظيم.

الثاني: محبَّة رحمة وإشفاق؛ كمحبَّة الوالد لولده الطفل، وهذه- أيضًا- لا تستلزم التعظيم.

<<  <   >  >>