- أيضًا- على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا» (١)؛ فلا بد من الصبر والأخذ بأسباب النصر.
فالنجاة والمخرج والطريق الصحيح المستقيم للعبد أن يدور مع أمر الله وأمر رسوله ﷺ، وعليه أن ينظر في كل وقت وفي كل حال إلى أمر الله وأمر رسوله ﷺ له، ويسلك سبيل العلم ليحصل معرفة ذلك ثم يقوم بواجب العمل بمقتضى ذلك، فالنجاة أن يكون العبد موافقًا لهدي النبي ﷺ؛ إذ أمر الله باتباعه فقال: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧]، ولذلك قال الزهري ﵀:«كان مَنْ مضى مِنْ سَلفنا يقولون: «الاعتصام بالسنة نجاة».
فإذا أراد العبد أن ينجو وأن يحقق العبودية الحقة لله ﷿، وأراد أن يستقيم له فكره وإرادته وجوارحه- فما عليه إلا أن يعتصم بالسنة ويَلزمها علمًا وعملًا وإرادة وسلوكًا وتفكيرًا؛ فالاعتصام بالسنة يهدي إلى الحق في كل باب وفي كل حال وفي كل وقت؛ لأنها وسط بين الإفراط والتفريط.
وهذه الموازنة قد يفقدها الإنسان بسبب ظن خاطئ؛ فعلى سبيل المثال إذا أراد أن يفاضل بين عبادة وأخرى، فالسنة هي التي تبين له أيتهما أولى وأحق بالتقديم.
فالقصد أن ينظر الإنسان إلى ما جاءت به السُّنَّة؛ فهي كسفينة نوح ﵇ مَنْ ركبها نجا، ومَن تخلف عنها غرق.
* * *
(١) انظر: «شرح النووي على مسلم» (٣/ ١٠١)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الثانية، ١٣٩٢ هـ.