للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صَالحًا، واجعله لوجهك خَالِصًا، ولَا تجْعَل لأحدٍ فِيهِ شَيْئًا» (١).

وقَالَ الفُضيل بن عِيَاض فِي قوله تعالى: ﴿ليَبْلُوكُمْ أَيُّكُم أحسن عملًا﴾ [هود: ٧]، قال: «أخلصه وأصوبه». قَالُوا: يا أبا عَليٍّ، مَا أخلصه وأصوبه؟ قَالَ: «إِنَّ العَمَلَ إِذا كَانَ خَالِصًا ولم يكن صَوابًا لم يُقبل، وإِذا كَانَ صَوَابًا ولم يكن خَالِصًا لم يُقبل، حَتَّى يكون خَالِصًا صَوابًا، والخالص: أَنْ يكون لله، والصَّواب: أَنْ يكون على السُّنَّة» (٢).

من رحمة الله بعباده وهو أرحم الراحمين أنه لَمَّا فرض عليهم عبادته وجعلها مبنيةً على محبَّته ورجائه وخوفه، أوضح لهم بعد ذلك شروط صحة تلك العبادة، وأنها لا تكون صحيحة ومقبولة عنده إلا إذا توافرت فيها هذه الشروط، التي دلَّ عليها الكتابُ والسُّنَّةُ وإجماعُ الأمَّة، وهي:

شروط صحة العبادة:

الشرط الأول: الإخلاص، وهو لُبُّ الدِّين، وعموده الأعظم.

تعريف الإخلاص:

الإخلاص لغة:

وهو لغةً: «تصفية الشيء وتنقيته؛ يقال: خلص الشيء من الشوائب: إذا صفا، وأخلص الشيء: نَقَّاه، وخلَّصه: أزال عنه ما يكدره (٣).


(١) أخرجه أحمد في «الزهد» (ص ٩٧).
(٢) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» بسنده عن إبراهيم بن الأشعث أنه سمع الفضيل يقوله (٨/ ٩٥).
(٣) انظر: «معجم مقاييس اللغة» لابن فارس (٢/ ٢٠٨)، و «المصباح المنير» للفيومي (٩٤).

<<  <   >  >>