وأمَّا قول المصنف ﵀:«مِنْ الأقوال والأعمال» - فكما تقدم من أنَّ العبادات متنوعة؛ منها عبادات بالقول وعبادات بالعمل، والقول إمَّا:
١ قول القلب.
٢ وإمَّا قول اللِّسان.
فقول القلب مِنْ معانيه: العِلم، فإذا قال السلف مثلًا:«الإيمانُ قولٌ وعملٌ»، فهذا القول يشمل قولَ القلب الذي هو العِلم الذي هو التصديق.
فإذًا هذا العِلم بالنسبة للقلب قولٌ تعبُّديٌّ، فالله قد تعبَّدَنا به، فكلُّ ما نعلمه مِنْ أمور العلم النافع نحن نتعبد الله ﷿ به، فهذه عبودية وطاعة لله ﷾ نقوم بها.
وقول اللِّسان: يُراد به النُّطق بالشَّهادتين عند العلماء، ويَخصونه بذلك.
والعمل إمَّا:
١ عمل القلب.
٢ أو عمل اللسان.
٣ أو عمل الجوارح.
أمَّا عمل اللِّسان فسائر الأذكار؛ مِنْ قراءة القرآن وغير ذلك مِنْ الأذكار الواردة في العبادات والأحوال والأزمنة المختلفة، ثم الأعمال.
وقول المصنف:«الأعمال الظَّاهرة والباطنة» - يشمل القول ويشمل العمل، فَمِنْ القول ما هو في الباطن، ومِن العمل ما هو