الآفة الأولى: هي آفة اليهود المغضوب عليهم، وهي الكبر؛ لأنهم علموا الحق وأعرضوا عنه كبرًا.
والآفة الثانية: هي آفة النَّصارى الضَّالُّون، وهي الشرك؛ لأنهم ضلوا طريق الحق.
والعبودية لله نوعان:
النوع الأول: عبوديةٌ قسريَّة، تتمثَّل في كونِ اللهِ ربَّنا ومالكَنا، وكونِنا خاضعين قهرًا؛ فالخلقُ عبادُه- بهذا المعنى- شاءوا أم أَبَوْا.
النوع الثاني: عبودية إلهية، وهي الإقرارُ لله وحْدَه بالعبادة والانقياد له بالطاعة.
فالإنسانُ لا ينفكُّ عن وصفِ العبودية؛ فإنْ لم يكن عبدًا لله طوعًا، وهو شرف وعز له- استعبدتْه حاجاتُه وأهواؤه وطواغيتُ الجنِّ والإنس؛ فذاق الذل والخزي في الدنيا، والعذاب المهين في الآخرة.
فسبيلُ تحرُّر العبد في كمال عبوديته لله، ولن يستغنيَ القلبُ عن جميعِ المخلوقات إلاَّ بأنْ يكونَ اللهُ هو مولاه الذي لا يَعبُد إلا إيَّاه، ولا يستعين إلاَّ به، ولا يتوكَّل إلا عليه، ولا يفرَح إلا بما يحبُّه ويرضاه … فكلَّما قوِيَ إخلاصُ دِينه لله كَمُلتْ عبوديتُه لله واستغناؤه عنِ المخلوقات.