للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسألة

(أيٌّ) غير المضافة

في قول عبد الله - رضي الله عنه -: " قلتُ: ثم أيٌّ؟ " (١).

قال ابن الملقن:

(أيٌّ) هنا مشددٌ منون ... ولا يجوزُ إلا تنوينُه؛ لأنه اسمٌ معربٌ غيرُ مضاف" (٢).

بيان المسألة:

ذكر ابن الملقن أن (أيًّا) في الحديث: اسمٌ معرب يلزمُه التنوين، وبيان ذلك فيما يلي:

اشتهر عند النحويين أن جميع أسماء الاستفهام مبنيةٌ؛ لتضمُّنِها معنَى الهمزةِ، ويُستثنى من ذلك (أيٌّ) فإنها معربة تلزمُها الإضافةُ، وبذلك تبعُد عن شبهِ الحرف والبناء (٣).

فـ (أي) من أسماء الاستفهام الملازمةِ للإضافة في المعنى دون اللفظ، ومنه قول الشاعر (٤):

أَلَا تَسْأَلُونَ النَّاسَ أَيِّي وَأَيُّكُمْ ... غَدَاةَ التَقَيْنَا كَانَ خَيْرًا وَأَكْرَمَا

هذا، وقد يُقال بأن (أيًّا) تأتي غيرَ مضافة، قال سيبويه: "اعلم أن (أيًّا) -مضافًا وغيرَ مضاف- بمنزلة (مَن) ... فحالُ المضاف في الإعراب والحُسن والقبح كحال المفرد. قال الله عز وجل: {أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (٥)، فحسُن كحسنه مضافًا" (٦).

وقد يُقال: كيف أثبت ابن الملقن التنوين في (أي)، والتنوين لا يثبت حال الإضافة؟

فالجواب عن ذلك: أنه جعل مجردَ التقدير للإضافة لا يوجبُ منعَ التنوين ولا يجوِّزه (٧)؛ إذ


(١) صحيح البخاري ٦/ ١٨، باب قوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
(٢) التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٢٢/ ٢٦.
(٣) البديع في علم العربية ٢/ ٢٣٢، اللباب في علل البناء والإعراب ٢/ ١٣٤، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ١/ ٣٩٥.
(٤) البيت من الطويل، بلا نسبة في: شرح الكافية الشافية ٢/ ٩٥٨، شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك ١/ ٢٨٣، المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية ٣/ ١٢٣٨.
(٥) الإسراء: ١١٠.
(٦) الكتاب ٢/ ٣٩٨.
(٧) نقلا: إرشاد الساري ١/ ٤٨٢.

<<  <   >  >>