للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسألة

أسماء الأماكن بين المنع والصرف

في قول عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -: " ... ورسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يصلي بمِنًى إلى غيرِ جدارٍ ... " (١).

قال ابن الملقن:

"مِنًى: الأجودُ صرفُها، وكتابتُها بالألف، وتذكيرُها" (٢).

بيان المسألة:

ذكر ابنُ الملقن أن صرف (منى) أجودُ من منعها من الصرف، وبيانُ ذلك فيما يلي:

المشهور عند النحويين أن أسماء البلدان يغلِبُ عليها التأنيثُ وعدمُ الصرف، على أن يُقصد بها البقعةُ، وما جاء منها مذكرًا مصروفًا، فيرادُ به البلدُ والمكانُ (٣).

فـ (منى) إن قيل إنها ممنوعة من الصرف؛ فلكونها مختومةً بألف التأنيث المقصورة، وقد تُمنع من الصرف للعلمية والتأنيث.

أما إن عُدَّت (منى) مصروفةً، فباعتبار أنها مذكرٌ، والعلمية وحدها لا تمنع الصرفَ.

والذي عليه العلماءُ أن (منى) من أسماء البلدان التي يجوزُ فيها الصرفُ والمنعُ (٤)، وصرفُها أجودُ؛ إذ إنها بعيدةُ الشبه بالفعل.

ومما سبق يتبيَّن أن ما اختاره ابنُ الملقن هو الصواب.


(١) صحيح البخاري ١/ ٢٦، باب متى يصح سماع الصغير؟
(٢) التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٣/ ٣٨٨.
(٣) الأصول في النحو ٢/ ٩٩، التعليقة على كتاب سيبويه ٣/ ٦١، علل النحو ٤٧٠، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ٣/ ١١٦٧.
(٤) الكتاب ٣/ ٢٤٣، المحكم والمحيط الأعظم ١٠/ ٥١٠، المخصص ٥/ ١٦٢، المغرب في ترتيب المعرب ١/ ٤٨٨.

<<  <   >  >>