للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسألة

أوجُه الإعراب في (لا سَهْل فيرتقى)

في قولها: " ... زوجي لحمُ جمل غثٍّ، على رأس جبل: لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل ... " (١).

قال ابن الملقن:

"وقوله: (لا سهل فيرتقى)، يجوزُ فيه ثلاثةُ أوجه، كلُّها مروية: نصبُ (سهلَ) دون تنوين، ورفعُها، وخفضُها منونةً. وأعربُها عندي الرفعُ في الكلمتين" (٢).

بيان المسألة:

ذكر ابن الملقن أن الرفعَ أعربُ من النصب والجر، وبيان ذلك فيما يلي:

رُوي هذا الحديثُ بالنصب دون تنوين (٣)، وبالرفع (٤)، وبالخفض مع التنوين (٥)، غير أن الأوجُهَ المحتملةَ ستةُ أوجُهٍ، وإليك تخريجَها:

أما وجهُ النصب والتنوين؛ فتقديرُه: لا أجدُه سهلًا.

وأما وجهُ النصب بلا تنوين؛ فتقديرُه: لا سهلَ، ويكونُ (سهل) اسمَ (لا) التي لنفي الجنس، وخبرُها محذوف، وتقديرُه: لا سهلَ صعودُه.

وأما وجهُ الجر والتنوين؛ فعلى أن يكون (سهل) صفةً للجبل، والتقدير (على رأس جبلٍ لا سهل) و (لا) نافية لا عمل لها.

وأما وجهُ الجرِّ بلا تنوين؛ فيكون على حذف المضاف إليه مع نيته، والتقدير (لا سهلِ الصعودِ فيرتقى).

وأما الرفعُ -الذي يرى ابنُ الملقن أنه الوجه الأعربُ- (لا سهلٌ) فعلى أنه خبرٌ لمبتدأ محذوف، وتقديرُه: (لا هو سهلٌ فيرتقى).


(١) صحيح البخاري ٧/ ٢٧، باب حسن المعاشرة مع الأهل.
(٢) التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٢٤/ ٥٧٠.
(٣) حديث السرَّاج ٢/ ٣٦.
(٤) صحيح مسلم ٤/ ١٨٩٦، صحيح ابن حبان ١٦/ ٢٦.
(٥) صحيح البخاري ٧/ ٢٧، السنن الكبرى ٨/ ٢٤١، مسند أبي يعلى ٨/ ١٥٤.

<<  <   >  >>