للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحثُ الثاني: الأفعالُ المعربة

وفيه مسائلُ:

مسألة

سدُّ (أنْ والمضارعِ) مسدَّ اسمِ (يُوشِكُ) وخبرِها

في قوله - عليه السلام -: "يُوشكُ أن يكون خير مال المؤمن غنم" (١).

قال ابن الملقن:

(يوشك) أحدُ أفعال المقاربة، يطلُبُ اسمًا مرفوعًا وخبرًا (منصوبَ المحل)، لا يكون إلا فعلًا مضارعًا مقرونًا بـ (أن)، وقد يُسند إلى أنْ والفعل المضارعِ فيسُد ذلك مَسَدَّ اسمها وخبرِها، كما جاء في هذا الحديث، ومثله قولُ الشاعر:

يُوشِكُ أن تبلُغَ مُنتهَى الأجَلْ ... فالبرَّ لازِمْ برجاءٍ ووَجَلْ" (٢).

بيان المسألة:

ذكر ابنُ الملقن أن خبر (يوشك) لا يكونُ إلا فعلًا مضارعًا مقرونًا بـ (أن)، وبيانُ ذلك فيما يلي:

المشهور عند النحويين أن خبر أفعالِ المقاربة لا يكونُ إلا أفعالًا، وما سمع خارجًا عن ذلك فيُحمل على الشذوذ، وإلى ذلك أشار ابنُ مالك في كافيته (٣):

وهاك أفعالًا إلى المقاربهْ ... تُعزَى ومع كان لها مناسبهْ

وكاسمِها اسمُهن لكنِ الخبَرْ ... هنا مضارعٌ ومفردًا ندَرْ

وقد يجيء الخبرُ غيرَ الفعل المضارع شذوذًا، ومن ذلك قولُ الشاعر (٤):


(١) صحيح البخاري ١/ ١٣، باب من الدين الفرار من الفتن.
(٢) التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٢/ ٥٦٥، والبيت من الرجز، وهو بلا نسبة في شواهد التوضيح والتصحيح ٢٠٢.
(٣) شرح الكافية الشافية ١/ ٤٤٩.
(٤) البيت: لأمية بن أبي الصلت (فيما نُسب إليه وإلى غيره) ديوانه ١٧٢، ولكثير عزة، ولم أجده في ديوانه، الكتاب ٣/ ١٦١، الأصول في النحو ٢/ ٢٠٨، المفصل في صنعة الإعراب ٣٦٠.

<<  <   >  >>