للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسألة

مجيء (لَمَّا) بمعنى (إلا)

في قول عائشة رضي الله عنها: " ... عزمتُ عليك بما لي عليك من الحق لَمَّا أخبرتني ... " (١).

قال ابن الملقن:

"وقولها: (لما أخبرتني): ... يحتمل أن تكون اللامُ بمعنى (إلا) و (ما) زائدة، هذا مذهب الكوفيين، ويحتمل أن تكون (لَمَّا) مشددةً بمعنى (إلا)، ذكره سيبويه، وأنكره الجوهري" (٢).

بيان المسألة:

ذكر ابن الملقن احتمالَ كون (اللام) أو (لمَّا) ذات الميم المشددة بمعنى (إلا)، غير أن النحويين اختلفوا في مجيء (لمَّا) بمعنى (إلا) مطلقًا، فمنهم من أجاز مجيء ذلك؛ مثل الخليل وسيبويه والكسائي (٣)، ومنهم مَن منعه؛ مثل أبي عُبيد والفرَّاء والجوهري (٤)، حيث استدل من يرون الجوازَ بقول العرب: (أقسمتُ عليك إلا فعلت، ولَمَّا فعلت) (٥)، وأما الذين منعوا فيرون أن مجيئه وجهٌ غير معروف، ولم يُقَل في شعر ولا غيره، ولو أنه يجوز ذلك لسُمع: ذهب الناس لَمَّا زيدًا (٦).

لذا يرى صاحبُ (الجنى الداني) أن يقتصر فيها على التركيب الذي وقعت فيه، وأن يُتوقف في إجازة ذلك حتى يرد في كلام العرب ما يشهدُ بصحته (٧). ويرى أبو حيان ألا يُلتفت إلى قول أبي عبيد والفراء، وإنكارِهما مجيءَ (لما) بمعنى (إلا) (٨).


(١) صحيح البخاري ٨/ ٦٤، باب من ناجى بين الناس ومن لم يخبر.
(٢) التوضيح لشرح الجامع الصحيح، ٢٩/ ١٤١، وقد وقع في الأصل (تكون ما مشددة)، وهو تحريف.
(٣) الجنى الداني ٥٩٣، الأزهية ٢٠٧.
(٤) البحر المحيط ٦/ ٢١٦، اللغة الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، (لمم) ٥/ ٢٠٣٣.
(٥) الكتاب ٣/ ١٠٥.
(٦) معاني القرآن ٢/ ٢٩.
(٧) الجنى الداني ٥٩٣.
(٨) البحر المحيط ٦/ ٢١٦.

<<  <   >  >>