للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثله قولُ المخبَّل السعدي:

وأرى لها دارًا بأَغدِرةِ السـ ... ـيدان لم يَدرُسْ لها رَسْمُ

إلا رمادًا هامِدًا دَفَعَتْ ... عنه الرِّياحَ خوالدٌ سُحْمُ (١)

والجوابُ عن كلمات الكوفيين: أن هذا صوابٌ في التفسير خطأٌ في العربية، لأن (إلا) تُعد استثناءً منقطعًا بمعنى (لكن)، وأما مجيء (إلا) بمعنى (الواو) فإنما يكونُ في التشريك في اللفظ والمعنى، وإذا عُطف استثناءٌ على استثناء قبله، كقولك: (لي على فلان ألف إلا عشرة إلا مائة)، أي: إلا عشرة ومائة (٢).

ومما سبق يتبيَّن أن مجيء (إلا) بمنزلة الواو صحيحٌ من حيث التفسير.

هذا، وربما حُمل على جعل (الواو) بمعنى (إلا) في غير الموضع السابق، وإلا فخروج جنس الثاني عن الأول في الاستثناء يُعرف بالاستثناء المنقطع.


(١) البيت من الكامل، المفضليات ١/ ١١٤، معاني القرآن للأخفش ١/ ١٩٢، الكشف والبيان عن تفسير القرآن ٢/ ١٦، الإنصاف في مسائل الخلاف ١/ ٢١٨، المخبل السعدي حياته وما تبقى من آثاره ١٣٠.
(٢) مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ١/ ١٠١، المدارس النحوية ٢٣٣.

<<  <   >  >>